المُكالمات لم تَنْقطع بين المصريين خلال الساعات الأخيرة من ذلك اليوم، بدءًا من تنويه التليفزيون المصري عن خطابٍ رئاسي، مروراً بالتسريبات التي تُشير إلى أنه «خِطاب تنحي»، ووصولاً إلى أسئلةٍ من قبيل «تفتكر هيتنحى فعلاً؟» «هشوفك في الميدان الساعة كام؟».
الوقت الطويل الذي انقضى في الانتظار حوَّل الفرحة والأمل وكلمة «مبروك» على كل الألسنة إلى قلق وهواجس وأسئلة مُحمَّلة بالرجاءِ عن سبب التأخير وعن أن يكون تراجعا أم لا.
وعند ظهور الرجل العجوز أخيراً بعد خمس ساعات ونصف من الانتظار، كانت كل كلمة له تؤجج ما بداخل الناس من ثورة، «سأحاسب» «سأتابع» «سأفعل»، بينما لم ينتظروا هم أكثر من أن يقول «سأرحل».
وبنهاية الخطاب.. لم يترك لهم سوى الصّفة التي سترتبط بثورتهم بعد ذلك إلى الأبد: الغَضَب.
تلك هي الحلقة «السابعة عشرة» من سلسلة «المصري اليوم» لحكاية الـ«18 يومًا»: