مع نهاية اشتباكات الداخلية، وإدراك الجيش أن الشعب هو الباقي وطرف المعادلة الأقوى حالياً، بدأ الناس في تَحضير وَطنهم الجديد، واستبدلوا بيوتهم وحياتهم وكل ما اعتادوه بهذا الميدان سَكَناً.
يُمكنك مُشاهدة التحرير كخليَّةِ نحلٍ لا تهدأ في هذا اليوم من أجل توفير مُتطلبات حياة تبدأ هُنا، تكوين لجان الإعاشة.. من سيُحضر الطعام ومن سيجلب البطاطين، لجان التأمين كان تُقَسم نفسها تلقائياً على المَداخل للمُراقبة والتنبيه والتّفتيش، حتى مشاركة الناس العاديين بفطرتهم ومن تلقاءِ أنفسهم.. كانوا يجلبون كل ما يستطيعون من مالٍ أو طعامٍ أو عدّة، ليكتمل بِناء سَكَنهم الجديد.
تِلك كانت بداية مرحلة الاعتصام بمعناه الثابت الذي استمر لأيامٍ طويلة بعد ذلك، اللحظة الأولى التي قال فيها الناس هُتاف «مش هنمشي.. هو يمشي» وكانوا يَعنونها تماماً.
الحلقة السادسة من استعادة «المصري اليوم» لذكريات الثمانية عشرة يوماً تحاول تأريخ هذا: