إذا كان غضب 28 يناير هو «كسر حاجز الخوف» وإسقاط الداخلية والنقطة الفاصلة التي حوَّلت تِلك الأيام العظيمة من انتفاضة إلى ثورة، فإن سخرية الأيام التي تَلته هي ما أجهزت على النّظام تماماً، تحويل مُبارك في الوعي الجمعي إلى ديكتاتور عَجوز وَخرف، والحزب الوَطني إلى مكانٍ تجمع عنده النفايات.
حتى محاولة النَّظام تجديد وجوهه، والاستعانة باثنين من رموزه كعمر سليمان، رجل المخابرات المقترن بالدهاءِ والحسم، وأحمد شفيق، التكنوقراط، صاحب المطار الجديد، لم تَلقَ أي قبول، بل بالكثير من السخرية التي أجهضتها في يومين فَقط.
ناصر فرغلي، الإعلامي في تليفزيون «بي.بي.سي»، اقترح في مرحلةٍ لاحقة أن يُطلق على الثورة اسم «الثورة الضاحكة»، وبالنظرِ إلى ما ابتكره المصريون في أيامهم الهادئة خلال ذلك الوقت.. فإن الأمر يبدو في مَحلّه تماماً.
تِلك هي الحلقة السابعة من استعادة «المصري اليوم» الثمانيةِ عشر يوماً الاستثنائية في تاريخ مصر:
