x

مي عزام اسم اللعبة! مي عزام الأربعاء 10-08-2016 21:19


(1)

رفع علم المملكة العربية السعودية بدل علم مصر لم يعد يسبب ألما لكن ربما خيبة أمل أو بعض الأسى، فلقد اعتدنا الموقف واعتدنا على الصمت الرسمى الذى لا نعرف هل هو علامة الرضا أم اللامبالاة؟.

فى النهاية الأمر ليس ظاهرة نقف عندها، بل تصرفات فردية تدل على عدم إدراك وقصور وعى فاعليها ومن يقف وراءهم. الأمر لايشغلنى، لكن مايشغلنى بحق هو محاولة «شعب الرئيس» إقناعنا أن مشاكل مصر المالية ليست ناتجة عن سوء إدارة النظام لموارد مصر وقراراته الاقتصادية الخاطئة ولكنها شائعات يروجها «شعب المعارضين»، فهؤلاء محبطون للهمم، لايقدرون السعد والهنا الذى يعيشون فيه مقارنة بدول الجوار، لايتمتعون بالوطنية ولو الأمر بيد «شعب الرئيس» لسحبوا الجنسية من «شعب المعارضين» وباعوها لمن يدفع أكثر.

(2)

افتراض الأشياء لايحولها لحقائق نبنى عليها تقديرنا للموقف، افتراض أن مصر تواجه مؤامرة من سين وقاف وتاء وألف، وأن هؤلاء يمولون حملات فى صحف عالمية كبرى لتهاجم أداء نظام السيسى افتراض فيه شىء من المنطق وخاصة فى هذا التوقيت الذى نفاوض فيه صندوق النقد الدولى، لكن أن نعبر فوق الانتقادات ومعظمها حقيقى ومكتوب فى مقالات ودراسات نشرت فى مصر، ليكون ردنا «خراب الإيكونوميست».. على شاطئ القناة!! فهذا دليل على أننا نفتقد للمنطق فى التعامل، حيث نقدم إجابات عن أسئلة غير مطروحة ولانجيب عن الأسئلة العالقة، ليصبح الأمر أشبه ببيانات سعيد الصحاف وقت غزو العراق. «شعب الرئيس» يحاول أن يقنعنا دائما بفرضية مادام الرئيس وطنيا ومحبا لمصر فكل قراراته صائبة لأنها تصب فى صالح البلد، ولو كان ذلك صحيحا، فلماذا إذن يتم تغيير الرؤساء فى الدول الديمقراطية الذين أخفقوا فى وعودهم بتحقيق حياة أفضل لمواطنيهم، ولم نسمع، حتى من المعارضة السياسية، من يشكك فى وطنيتهم ولكن يشك فى عقليتهم.

(3)

فى أكتوبر الماضى قال الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل فى حواره مع لميس الحديدى، إن أزمة الرئيس السيسى الحقيقية، عدم وجود حزب يتبعه وأن الرئيس ينقصه حزب سياسى، وأنا أتمنى أن يفعلها لنستريح، ونعرف بوضوح من هم «شعب الرئيس» وماهو برنامجه. عندما شاهدت الرئيس واهتمامه بحضور جلسة المحاكاة الخاصة بشباب البرنامج الرئاسى تساءلت هل يمكن أين يكون هؤلاء الشباب هم نواة الحزب؟، وخاصة أن هناك من يقترح أن يتقدم بعضهم لانتخابات المحليات القادمة، لو حدث ونجحوا فى ذلك، سيكون هناك قاعدة شعبية للرئيس فى كل مكان فى مصر ولو كانت إدارتهم للمحليات صالحة سيكون ذلك أهم دعاية لحزب الرئيس لو أراد أن يترشح لفترة ثانية، فلماذا إذن هذه الحملة؟؟.

(4)

حملة جمع التوقيعات لمد فترة الرئاسة لثمانى سنوات ليست بجديدة فلقد سبقتها دعوة من الإعلامى أحمد المسلمانى فى ديسمبر 2014 لتعديل الدستور لتصبح فترة الرئيس 6 أو 7 سنوات وليس 4 سنوات كما حددها الدستور فهى غير كافية من وجهة نظره، الغريب أن اقتراحه جاء بعد فوز السيسى، والعجيب أنه لم يطرح فكرته أثناء مناقشة لجنة الخمسين لهذا البند!!.

نفس هذه الدعوة انطلقت من فرنسا، لكن بالطبع الهدف مختلف، على يد الاقتصادى والكاتب الفرنسى «جاك أتلى» الذى أراد أن تعود الفترة الرئاسية لسبع سنوات بدلا من خمسة المعمول بها الآن ولكنه وضع شرط أن تكون الرئاسة لفترة واحدة، وهو بالطبع لايتكلم عن تطبيق اقتراحه بأثر رجعى كما يحدث عندنا.

لماذا هذه الحملة الآن والرئيس لديه فرصة كبيرة للفوز بفترة رئاسية ثانية فى 2018 أم أن هناك شكوكا تراود «شعب الرئيس»؟

(5)

وأخيرا... علينا أن نبدأ فى تسمية الأشياء بأسمائها، لماذا لايكون هناك حزب واضح وصريح للرئيس وتجمع لأحزاب المعارضة، وكلاهما ينافس للحصول على أصوات الناخبين فى أى انتخابات قادمة، التعددية تثرى تجربتنا الديمقراطية والتنافس هو الوسيلة الوحيدة لتحسين الأداء والإبداع، أما لعب سياسة بفريق واحد يرتدى فانلتين للتمويه فلن نحصد منه سوى الجمود والفشل.

دعونا أولا نتفق على اسم اللعبة وقواعدها وطريقة التحكيم ونزاهته لنشترك فيها جميعا، الإقصاء والمغالبة أديا لزوال حكم الإخوان وانقلاب الشعب عليهم.. لاتكرروا الأخطاء يا«شعب الرئيس».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية