x

سمير فريد الأعلام الوطنية والرموز الدينية سمير فريد الأحد 23-08-2015 21:34


فى إحدى دورات مهرجان لينبرج للأفلام التسجيلية منذ عقود، وكان أهم مهرجان فى العالم لهذا الجنس من أجناس السينما، منعت إدارة المهرجان عرض الفيلم الفلسطينى «يوم الأرض» إخراج غالب شعث لوجود لقطات لحرق علم إسرائيل.

سألت مدير المهرجان: كيف تمنعون الفيلم ودولتكم تؤيد كفاح الشعب الفلسطينى من أجل الحصول على حقوقه، وكانت لينبرج آنذاك فى دولة ألمانيا الديمقراطية (الشرقية)، فقال لأن علم إسرائيل به رمز الديانة اليهودية (النجمة السداسية)، وهذا يتعارض مع القانون الذى يحظر الإساءة إلى أى دين، ووقتها أدركت لماذا اختارت الحركة الصهيونية رمز الديانة اليهودية لعلم إسرائيل رغم أنها رسمياً ليست دولة دينية.

ومن المعروف أن الدولة السعودية الجديدة عام 1932 كتبت على علمها شهادتى الإسلام، وتحتهما سيف، ولا أدرى لماذا السيف والهلال، أو الهلال والنجمة الرمز المعروف للإسلام، والذى كان ولايزال علم تركيا، وذات يوم فى برلين بعد 11 سبتمبر، وكان النقاش حول الإسلام السياسى، سألت صديقى الباحث السويسرى الكبير مارتين جيرو مؤسس سينما نيك زيورخ عن معنى الصليب فى علم سويسرا، فقال ضاحكاً: تصور أننى لم أنتبه لذلك إلا الآن! واستطرد موضحاً أن الصليب هنا تعبير عن احترام الدين المسيحى باعتباره دين أغلبية السكان ومحور ثقافتهم، وليس أن الدولة دينية.

الصليب أيضاً فى أعلام بريطانيا وأستراليا وآيسلاند ونيوزيلاند، وفى أعلام دول شمال أوروبا التى تعتبر فى مقدمة الدول الديمقراطية وأكثرها تحضرا وأقلها فسادا وهى السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا، والهلال أو الهلال والنجمة فى أعلام تركيا وباكستان وأوزبكستان وماليزيا وأذربيجان وتونس وموريتانيا والجزائر والمغرب، وعندى أن أعظم أعلام الدنيا فى العصر الحديث كان علم مصر بعد ثورة 1919، وفى قلبه الهلال وفى قلب الهلال ثلاث نجوم تمثل الأديان السماوية الثلاثة، وكان بذلك يعبر عن جوهر الإسلام.

وكما أن الرموز الدينية فى الأعلام الوطنية لا تعنى بالضرورة أن الدولة دينية، كذلك فإن الأحزاب السياسية فى أوروبا التى يتضمن اسمها كلمة المسيحية مثل الحزب الديمقراطى المسيحى لا تعنى أنها تستهدف إقامة دولة دينية، وإنما كما قال جيرو تعبر عن احترام دين الأغلبية باعتباره محور ثقافتهم، أو بعبارة أخرى الدين كثقافة، والواقع أنه لا يوجد حزب سياسى فى نظام ديمقراطى فى أى عصر أو أى بلد لا يحترم الأديان، ولكن الفرق شاسع بين احترام الأديان والدعوة إلى إقامة دولة دينية.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية