في فيلم «معالى الوزير» تسبب تشابه الأسماء في جعل «أحمد زكى» وزيراً. أما في الحياة فعادة ما يتسبب مثل هذا التشابه في مشكلات، قد تمنع البعض زوراً من السفر أو تلقيهم في الحبس ظلماً، كما أنها كذلك قد تستخدم للنصب على الآخرين. منذ عقود ظهر محام مغمور اسمه ياسر كمال الشاذلى، استغل تشابه اسم أبيه مع السياسى الشهير ونصب على طوب الأرض إلى أن تم فضحه وسجنه، (المضحك أنه سمى ابنه اسماً مركباً وهو «كمال الشاذلى» عله يكبر ويمارس النصب أيضاً).
ومنذ سنوات فوجئ الراحل «جلال عامر» بأن أحد المحامين (محامى مرة أخرى)، واسمه الأول «جلال» يدعى في الأوساط السكندرية أنه هو من يكتب باسم «جلال عامر»، حتى إن زوجة هذا المحامى أقسمت لصديق إن زوجها هو الكاتب. انتهت القصة بعد فترة بمقال لجلال عامر الحقيقى فضح فيه نصب النصاب، وبعدها وُضعت صورته على مقالاته فلم يتكرر الأمر.
آخر الصيحات الآن النصب باسم «مكرم عبيد» (أشهر رموز الحركة الوطنية). بدأت القصة منذ سنوات حين تفهم «هـ» أن اسمه الثلاثى قد يفتح له أبواباً كثيرة مغلقة، فاسم أبيه هو «مكرم عبيد»، وبالفعل بدأ خطته «الطموحة» عام 2008 حين قرر أن يتاجر بأحلام المصريين في «التصييف»، وهى عادة تتعلق بالهروب من مشاق الحياة لأيام معدودات كل عام.
استغل الشخص اسم أبيه مرتين، المرة الأولى ارتكازاً على فكرة التشابه، والثانية استناداً إلى السمعة الطيبة لأبيه الحقيقى في مجال الإنشاءات، فـ«مكرم عبيد» الأب كان مقاولاً ناجحاً، وأنشأ بالفعل واحدة من أجمل القرى السياحية في الساحل الشمالى، وعلى باقى الأرض التي ورثها عنه «هـ» أعلن هذا الوريث أنه سيبنى قرية جديدة وأن كبار القوم قد بدأوا في الحجز عنده، ولأن قريته مجاوره لقرية الدبلوماسيين بدأ في المتاجرة باسم مشاهير منهم وكأنهم من زبائن قريته الجديدة (ومنهم د. مصطفى الفقى الذي تأكدت منه شخصياً أنه لا يعرف هذا النصاب أو قريته).
وكعادة أي نصاب لا بد من لقطة أولى جذابة تقنع الزبون، ولذلك فعل أمرين، الأول أن جعل (ع. ت) «موظف بجهاز تنمية وتعمير الساحل الشمالى» يؤكد للزبائن طوال الوقت أنهم في أمان. والأمر الثانى أنه بنى بالفعل المرحلة الأولى من المشروع وباع بسببها تسع مراحل وهمية، وقبض كل المبالغ وطار إلى فرنسا وبحوزته ثلاثون مليون جنيه من مئات الحاجزين.. البيع ما زال مستمراً، والنصب كذلك، فمتى تعود الأموال لأصحابها؟!
Twitter: @RamyGalal1985