x

ياسر أيوب الجبلاية وقانون سكسونيا ياسر أيوب الجمعة 21-08-2015 20:46


لايزال اتحاد الكرة فى بلادنا يواصل حكاية غرامه وافتتانه بقانون سكسونيا.. فقد أعلن الاتحاد أن لجنة شؤون اللاعبين ستجتمع غداً لإعلان تغليظ عقوبة اللاعب الذى يقوم بالتوقيع لناديين فى وقت واحد لتصبح إيقافا لستة أشهر وغرامة مالية ضخمة.. وفى مقابل هذه القسوة المفاجئة، نجد رحمة لا حدود لها أو نهاية مع النادى الذى يتعاقد مع لاعب يرتبط أصلا بعقد صحيح وسار مع ناد آخر.. فهذا التناقض بالضبط هو مجرد تطبيق كروى لقانون سكسونيا.. تلك المقاطعة الألمانية التى كانت فى العصور الوسطى صاحبة أغرب وأقبح قانون فى العالم.. قانون كان يحكم بقطع رقبة القاتل إن كان فقيرا وبسيطا ومن عموم الناس.. أما الأمراء أو النبلاء القتلة فكانوا يأتون بأى قاتل منهم ليقف تحت الشمس ويتمدد ظله على الأرض ويقومون بقطع رقبة الظل وليس القاتل الحقيقى.. فقد كانت تلك هى العدالة فى سكسونيا التى يهواها ويريدها الآن اتحاد الجبلاية.. فالبسطاء هم اللاعبون الذين تسهل معاقبتهم وقطع رقابهم، بينما الأندية هى هنا الأمراء والنبلاء الذين يبقون فوق أى مساءلة وحساب وعقاب..

وأنا وكثيرون غيرى لا نقبل بالتأكيد عدالة سكسونيا أو الجبلاية.. لا أفهم إشهار السيوف المسنونة لقطع رقبة لاعب مرتبط بناد وقام رغم ذلك بالتوقيع لناد آخر.. ويبقى هذا النادى الآخر لا يراه اتحاد الكرة مخطئا أو مذنبا.. مع أن الجريمة هنا- وهى جريمة بالفعل حسب لغة وقوانين ونظام الفيفا- ليست فقط جريمة أو خطيئة لاعب غير شريف مسكون بالطمع والجشع.. إنما جريمة لا تكتمل إلا بوجود ناد لا يحترم أى قانون أو نظام، ويملك القدرة على إغواء أى لاعب بالمال والوعود المستحيلة أو الممكنة، بل غالبا يكون النادى هو المجرم الأكبر الذى حرض اللاعب ودفعه للخطأ وطمأنه بحمايته والدفاع عنه ضد الجميع.. وإذا كان اتحاد الكرة عاجزا عن رؤية هذه الحقيقة شديدة البساطة والوضوح.. أو كانت شواغله لا تسمح له بوقت فراغ لقراءة واستيعاب قوانين الفيفا الذى يعاقب الإثنين معا بنفس القوة والصرامة.. أو كان يرى ويقرأ ويعرف لكنه عاجز عن معاقبة الأندية خوفا منها.. فعليه أن يصمت على الأقل ولا يتقمص دور الأسد أمام اللاعبين الصغار ويخلع قناع الأسد أمام أى ناد كبير..

وبالتحديد الأهلى والزمالك.. فهما اللذان يحترفان طول الوقت ارتكاب هذه الجريمة دون خشية عقاب ومساءلة.. هما اللذان يجرّان لاعبى الأندية الأخرى لمخالفة كل قانون مع الوعد بالمال والحماية والأمان.. والأغرب من ذلك هو تفسير اتحاد الكرة لعدم معاقبة الزمالك الذى تعاقد مع أحمد الشيخ، وهو لا يزال مرتبطا بتعاقده مع مصر المقاصة، بأن المقاصة لم يتقدم بشكوى، وأن التعاقد الثانى جرى بتراضى كل الأطراف.. وهو تبرير لا علاقة له من قريب أو بعيد بقانون كرة القدم وعدالتها.. فتطبيق القانون لا ينتظر شكوى من أحد.. وليس هناك مبدأ يتيح لبعضهم الخروج على القانون طالما هناك تراض بين هؤلاء الخارجين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية