لا أعرف أسماء الثلاثة عشر ناديا التى طالبت بإلغاء الهبوط من الدورى الممتاز هذا الموسم بعدما شاركت فى اجتماع لجنة الأندية الذى استضافه الزمالك أمس الأول.. ووافقت هذه الأندية على اقتراح بإقامة الدورة الرباعية من دور واحد وإلغاء الهبوط هذا الموسم.. بل قررت تشكيل لجنة ثانية من أعضائها، وينضم لهم مسؤولون فى اتحاد الكرة لبحث شكل مسابقة الدورى الممتاز فى الموسم المقبل بعد زيادة عدد أندية المسابقة..
وبعيداً عن سياسة الصوت العالى وهواية تبادل الشتائم والإهانات والاتهامات أيضا، أود بمنتهى الهدوء وكامل الاحترام للجميع أن أسأل عمن أعطى هذه الأندية الحق فى أن يقرروا إلغاء الهبوط أو حتى الإبقاء عليه.. بأى منطق وأى فكر وعلى أى أسس تشارك أندية فى مسابقة رسمية ويقرر بعضها فجأة قبل نهاية الموسم تغيير شكل وقواعد ونظام تلك المسابقة.. وإذا كان الرد الجاهز الذى اعتادت هذه الأندية تسويقه إعلاميا هو أن أندية المسابقة هى وحدها التى تملك حق إدارة المسابقة مثلما يحدث فى العالم كله وفى دوريات أوروبا بالتحديد.. فأنا أود أولاً تذكير هذه الأندية بأنها ليست محترفة أصلاً حتى يجوز لها طلب الاقتداء بأندية أوروبا وحقوقها.. ولكن لنفترض أن أنديتنا محترفة، وأنها تماما مثل أندية أوروبا وتملك نفس حقوقها.. فسنصطدم هنا بأنه حتى أندية الدورى الإنجليزى لا تملك حق تغيير شكل المسابقة ولا تجرؤ حتى على التفكير فى ذلك.. وأنصح مسؤولى هذه الأندية بقراءة عشر صفحات.. من صفحة 92 إلى صفحة 102.. من كتاب الدورى الإنجليزى الذى يتضمن كل قواعد وقوانين ونظم وسبل إدارة هذا الدورى، وحقوق كل الأطراف المشاركة فيه من اتحاد الكرة الإنجليزى وحتى كل الأندية.. وتعطينا قراءة هذه الصفحات الحق فى تصور أننا فى مصر نخترع أنظمة كروية لم يسبقنا لها أى أحد فى العالم كله..
فاتحاد الكرة الإنجليزى يملك الدورى ولكنه لا يديره.. والأندية هى التى تدير وتبيع حقوق البث التليفزيونى، ولكنها لا تملك أى حق فى أى تعديل أو حتى تفكير فى تغيير شكل الدورى وأنظمته ولوائحه.. وكذلك فى بقية بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية وحتى البلدان العربية التى لحقت بقطار احتراف الأندية.. وهذا يعنى باختصار أن أى ناد فى مصر يتضرر من قرار إلغاء الهبوط الذى لم يتخذه اتحاد الكرة كجهة وحيدة تملك هذا الحق، سيصبح نادياً يربح أى قضية محلية يرفعها أو دولية، سواء فى الفيفا أو المحكمة الرياضية الدولية،
وفقاً لقانون الفيفا نفسه الذى يقصر حق تعيين شكل المسابقات الرسمية على اتحاد الكرة فقط دون أن يشاركه فى ذلك أى ناد.. وبهذا المنطق، أرفض تهديد رئيس وأعضاء اتحاد الكرة المصرى بالاستقالة إن تم إجبارهم على إلغاء الهبوط.. فليست هناك أى سلطة محلية أو دولية.. كروية أو سياسية أو عسكرية تستطيع إجبارهم على ذلك.