إنهم يقولون.. ماذا يقولون.. دعهم يقولون.. كان هذا أحد شعارات نظام مبارك الذى سقط فى التعامل مع الناس ومع الإعلام.. ولكنه للأسف لايزال شعاراً معمولا به فى اتحاد الكرة حتى الآن.. ويبدو أن مسؤولى الجبلاية خانهم ذكاؤهم، فلم يتعلموا مما جرى حين تخيل مبارك ورجاله أن السماح للإعلام بالصراخ سيمتص غضب الناس والشوارع والبيوت، فخاب رهانهم وجاءت الثورة التى أطاحت بكل شىء.. ولايزال مسؤولو الجبلاية يتخيلون الإعلام الكروى مجرد زعيق وصرخات جوفاء مبعثرة من الأفضل عدم الالتفات إليها أو الانزعاج منها.. فالناس ستشغلهم هموم حياتهم ومواجع أيامهم، أو أن القضايا الجديدة، التى يثيرها هذا الإعلام الكروى نفسه عن خطايا أخرى فى الجبلاية، سينشغل بها الناس وينسون القضايا القديمة التى سيتكفل مرور الأيام بإغلاق ملفاتها.. والدليل هو أن الإعلام الكروى فى مصر.. مكتوبا ومسموعا ومرئيا وإلكترونيا.. يتحدث طول الوقت عن أخطاء وخطايا فى الجبلاية دون أن يأتيه أى رد أو توضيح.. وفى الأيام القليلة الماضية.. تحدثت أنا وأساتذتى وزملائى عن اتهامات «فيفا» لمصر بالتورط فى قبول مباريات ودية مشبوهة تعاقد فيها الاتحاد مع شركات وسماسرة ليسوا فوق مستوى الشبهات وأدارها حكام جاء بهم هؤلاء السماسرة وأوقفهم الاتحادان الدولى والأوروبى مدى الحياة.. ولم يتفضل مسؤولو الجبلاية بأى رد أو توضيح.. وحتى حين كتبت عن فضيحة جديدة تخص مباراتين قادمتين مع الهند.. لم يأتنى أى رد من الجبلاية اللهم إلا أمس الأول حين أعلن عزمى مجاهد أن هناك اتجاها داخل الاتحاد لصرف النظر عن هاتين المباراتين بعدما تم اكتشاف تعارض موعدهما مع سفر المنتخب إلى سيراليون.. وكأنه لم يكن معروفا موعد هذه المباراة أثناء التعاقد مع الشركة وسماسرتها للعب مع المنتخب الهندى.. ولكننى سأقبل هذا التفسير وأرضى به.. فماذا عن الاتهامات والشكوك التى جاءت على لسان كريس أياتون، رئيس لجنة الأمن بـ«فيفا» التى نقلها من كولومبيا مجدى عبدالغنى، وهو أحد قادة الجبلاية، ولم يأت بها أو يخترعها أحد الصحفيين قليلى الأدب طويلى اللسان الحاقدين طول الوقت على الجبلاية وقادتها ونجاحاتها.. ولماذا لا يقطع اتحاد الكرة ألسنتنا الطويلة ويخرسنا فيقدم كشفا بالمباريات الودية طيلة الفترة الماضية ومن الذى اتفق عليها من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة وكم كان المقابل المالى وكيف تم تسديده؟! وتحدثت أيضا مع أساتذتى وزملائى عن رسالة فاضحة تلقاها الاتحاد البرازيلى للكرة وأعلن أنها تضمنت اعتذارا عن عدم إقامة مباراة ودية بين مصر والبرازيل، لأن الفوضى الأمنية فى القاهرة لا تسمح بذلك فكان ذلك الاعتذار خبرا تم تداوله فى العالم كله مرفقا به استياء عالمى من المصريين، الذين لا يحترمون وعودهم واتفاقاتهم.. فكان رد الفعل الوحيد هو قيام عزمى مجاهد بتكذيب الاتحاد البرازيلى لكرة القدم.. لكنه للأسف كان تكذيبا محليا فقط، مع أن الفضيحة كانت عالمية، وقلت وقتها إننى سأتضامن مع اتحاد الكرة لو أرسل ردا قويا للاتحاد البرازيلى ووكالة الأنباء الفرنسية والـ«سى. إن. إن».. لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.. وأمس الأول كتبت عن اتهامات جاءت على لسان فرج عامر، رئيس نادى سموحة، وطالت سمير زاهر، رئيس الاتحاد، بمجاملة المقاصة لمصلحة شخصية وطالت مجدى عبدالغنى، عضو مجلس الإدارة، بأنه تلاعب بأوراق تعاقد اللاعب حمادة طلبة ليخطفه «المقاصة» من «سموحة» وشيك دون رصيد وقعه محمد عبدالسلام، رئيس المقاصة.. ومرة ثالثة لم يكن هناك أى رد أو تعليق من الجبلاية ورجالها.. هذا غير كتابات لا أول لها ولا آخر عن فضائح وأخطاء واتهامات طالت الجميع.. وكالعادة لم يتلق أى أستاذ أو زميل أى رد أو توضيح من سادة الجبلاية إلا الكلام العام المرسل إياه نفسه بأنها كلها كتابات حاقدة تحركها مصالح شخصية وتقودها قلة مندسة ولها أجندات خارج الجبلاية.. ويبدو أننا أمام ورثة حقيقيين لنظام مبارك يسيرون لنهايته نفسها حيث الثورة القريبة التى ستطيح بكل شىء.