لأننا لسنا فى اليوم الأول من شهر إبريل.. وواثق من انتهاء شهر رمضان بكل ما أقحمناه فيه من مقالب وبرامج للخداع والمفاجآت.. لم يعد أمامى إلا التعامل بمنتهى الجدية مع ما أعلنه محمود الشامى.. عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والرئيس الجديد للجنة شؤون اللاعبين.. عن قرار اتحادنا للكرة بأن الموسم الكروى الجديد سيشهد بداية دورى المحترفين فى مصر.. وقال الشامى أيضا إنه أبلغ كل الأندية بضرورة الانتهاء من استكمال كل الشروط اللازمة لمشاركتها فى هذا الدورى الجديد للمحترفين.. وإنه سيتم توزيع رخص الأندية المحترفة على الأندية خلال حفل اتحاد الكرة لتكريم بطل الدورى الحالى وأفضل لاعب وهداف البطولة.
ولست أدرى على وجه الدقة ما الذى يقصده محمود الشامى بحكاية دورى المحترفين التى ظهرت هكذا فجأة على السطح دون أى مقدمات.. ولولا أننى أعرف الشامى جيدا كصديق أعتز بصداقته وأحترمه كإنسان إلى أقصى حد.. لقلت إن الشامى قرر منافسة رامز جلال وهانى رمزى ولكن ليس فوق السحاب وإنما على الأرض، وليس مع نجم أو نجمة واحدة فقط وإنما مع كل أهل كرة القدم فى مصر..
فليس هناك أى تفسير آخر لما أعلنه الشامى ووافق عليه اتحاد الكرة كأنه يتعامل مع تطبيق دورى المحترفين فى مصر كما لو كان يحدد موعد ومكان مباراة ما أو يعاقب لاعبا أخطأ.. فإما أن هذا الاتحاد يضحك علينا ويبيع لنا الوهم أو أن مسؤوليه أنفسهم لا يعرفون أن من شروط دورى المحترفين الذى تحدثوا عنه الآن فجأة أن تتحول الأندية إلى شركات مساهمة خاصة ومستقلة تماما لا علاقة لها بالحكومة والدولة.. وأن يبقى النادى يملك الحصة الكبرى فى فريق الكرة لكن الفريق نفسه يدار بعيدا عن مجلس إدارة النادى تماما، والذين يديرونه محترفون ومتفرغون يقبضون رواتب ثابتة مقابل هذه الإدارة.. وأن يكون لكل ناد ملعبه الخاص المحدد والدائم.. وأن يكون كل العاملين فى منظومة هذا الدورى من إداريين وحكام متفرغين ومحترفين.. فهل يتخيل الشامى وكل مسؤولى اتحاد الكرة أنهم سينجحون فى إلزام أندية الدورى الممتاز بهذه التغييرات خلال الأسبوعين الباقيين قبل الاحتفال الرسمى ببطل الدورى؟..
وهل فكر هؤلاء المسؤولون فى وضع أندية الجيش والشرطة، وهل ستتم خصخصتها أم أنها لن تشارك فى هذا الدورى؟.. وقضايا عديدة أساسية، وشروط كثيرة يحتاجها هذا الدورى للمحترفين تجاهلها تماما اتحاد الكرة وسارع بإعلان بدء هذا الدورى على الفور.. والذى يثير الدهشة والاستغراب أكثر أن هذا الاتحاد لايزال يحارب كل أسبوع أو كل يوم لضمان استمرار المسابقة الحالية، ولا تسمح له الظروف الحالية للبلاد حتى بحق اختيار أى ملعب لأى مباراة رغم أنها كلها مباريات تقام دون جماهير.. وبفرض أن الأمن قد يسمح الموسم الجديد بدخول بعض الجماهير فهذا لا يعنى مطلقا أننا أصبحنا مؤهلين وقادرين على تنظيم دورى حقيقى للمحترفين.. وإلى متى سنبقى نختار أنصاف الطرق وأنصاف الحلول أيضا؟