أختلف معك عزيزى نيوتن..
أشكرك كل الشكر على سعة صدرك وإثباتك بالفعل وليس بالقول أنك تحترم حرية الرأى والتعبير وتنشر الاختلاف معك قبل الاتفاق.
لذا اسمح لى أن أسجل فى هذه المساحة الغنية بالحوار والنقاش الدائم اعتراضى على ما جاء فى عمودك بالأمس، الأحد، من كلام للدكتور المحترم يحيى طراف وأيضا فى التعليق الذى نشرتموه أسفل رسالته.
أولا: الدكتور ناجح إبراهيم كان بالفعل من بين المؤسسين للجماعة الإسلامية لكنه لم يحمل السلاح فى أى يوم. صحيح أن الجماعة الإسلامية ارتكبت العشرات من الجرائم، لكن أحدا لم يسأل نفسه لماذا استمرت أفكار الجماعة رغم أن الجماعة نفسها انتهت، وخرجت ومازالت تخرج عشرات الجماعات التى تؤمن بالفكر ذاته من مجتمعنا. هل هناك فيروس فى المجتمع المصرى؟!
لا أستطيع الدفاع عن الجماعة الإسلامية ولا يمكننى ذلك، لكن أستطيع الدفاع عن ناجح إبراهيم لأننى أعرفه. وأعتبره صاحب تجربة خاصة، ومعاناة خاصة، وإذا أردت أن تتعرف عليه أرجو أن تتعرف على الطبيب الفقير الذى يعالج أطفال الفقراء فى حى فقير فى مدينة الإسكندرية. ويعالجهم بثمن بخس.. أرجو أن تتعرف على الرجل الذى لم تتغير أفكاره منذ أعلن عن مراجعاته الفكرية التى قدمها وآمن بها البعض.. وصدقنى لقد دفع الثمن الفادح نتيجة لهذه المراجعات والتى قال فيها إنهم كانوا فى ضلال.
ثانيا: إن لم ينشر أصحاب التجارب مقالاتهم وإن لم تفتح لهم الجرائد صفحاتها فكيف يستفيد المجتمع وكيف يتعلم من أخطاء أبنائه. يا سيدى يجب أن نقبل الأفكار جميعا ونؤمن بالحوار جميعا طالما أن صاحبها لا يسعى لفرضها على أحد بالقوة. «وخير الخطائين التوابون».
ثالثا: نحن يا سيدى ندور فى حلقة مفرغة مثل الثور مغمض العينين، حيث إن الأفكار التى كان يتبناها د.ناجح إبراهيم ورفاقه عندما كانوا شبابا فى مقتبل العمر ودفعتهم أفكارهم هذه لاتخاذ مواقف متطرفة مازالت موجودة، وللأسف لدينا من هذه الأفكار الكثير، حيث تنمو وتترعرع فى بيئة خصبة من أيام ابن تيمية ومن قبله ومن بعده، وحتى يومنا هذا.
الأفكار ذاتها التى نقدها ناجح إبراهيم بعد تجربة خاصة مازالت موجودة فى الجامعات والمدارس الثانوى حتى اللحظة، ولا أحد يشتبك معها. والدولة والمجتمع كل تركيزهم على الحلول الأمنية منذ 1954 حتى الآن. وإذا حاول أحد أن يواجه هذه الأفكار بالأفكار وبمجهود شخصى مثل الراحل جمال البنا لحاربناه وواجهناه بكل السبل، لتظل الأفكار المتطرفة وحدها تحيط بالمجتمع، وتفترسه.. وتفترس شبابه وهم فى مقتبل العمر.
رابعا: المشكلة يا سيدى أننا نخشى من الانفتاح العقلى.. نخشى التفكير النقدى الحر.. منذ معركة طه حسين عندما كفره المجتمع بسبب بحث علمى.. يا سيدى ناجح إبراهيم لم يكن موجودا ولا الجماعة الإسلامية كانت موجودة عندما قام مجتمعنا بتكفير طه حسين.. أرجو أن نتوقف عند قضية تكفير طه حسين عميد الأدب العربى ونتأملها جيدا.
لا أود الإطالة ولكننى فقط أود التأكيد على أن الحوار هو الحل وقبول الآخر مهما كان لونه أو شكله أو ملّته طالما أنه مسالم، هو بداية الطريق إذا أردنا للأمة المصرية أن تنهض.
عماد سيد أحمد