x

نيوتن عزيزى نيوتن نيوتن الإثنين 13-04-2015 21:13


الأستاذ نيوتن المحترم

تحية طيبة وبعد

فى البدء، أرجو أن يجد هذا التعقيب فرصته فى النشر حسب العُرف الصحفى، وألا يُهمل لأن مصدره مواطن ينتمى لـ«حضارة السودان».

قرأت فى عمودك بتاريخ 8/4/2015 تحت عنوان: «ولماذا لا تكون ولاية أمريكية؟» هذه العبارة الغريبة والشاذة: «... بينما لو كان يحمل جنسية سودانية لفرحنا به. كان سينقل لنا حضارتهم، حضارتهم التى قسمت السودان إلى شمال وجنوب، والبقية تأتى فى دارفور وغيرها».

صدق من قال: ظُلْم ذوى القربى أشد مضاضة، فأغلب النخبة المصرية، رغم أنها الأقرب جغرافياً ومكانياً من السودان، إلا أنهم الأبعد فهماً وإدراكاً وعقلانية فى التعامل مع السودان. هل لا يفرق الصحافى مختلس اسم العالم الموضوعى (نيوتن) بين الحكومة والحضارة؟ فمن الذى فصل جنوب السودان، هل هو الشعب الذى تُنسب له عملية بناء الحضارات أو هدمها، أم حكومة الإخوان المسلمين التى أقامت دولتها على أساس العقيدة وليس المواطنة، وفصلت الجنوبيين لأنهم غير مسلمين؟ فأنتم المصريين أصحاب «السبع تلاف سنة» حضارة كان يمكن أن تتعرضوا لنفس التجربة لو استمر حكم الإخوان المسلمين لسنة واحدة أخرى. فهل كنا سنقول: «الحضارة المصرية التى فصلت الأقباط أو تخلت عن سيناء؟».

ثانياً: لا أدرى لماذا هذا التعالى والاحتقار لشعب تقولون عنه «الشقيق» وليس الأخ فقط؟ فلماذا اخترت من كل جنسيات العالم التى تبلغ المئات، الجنسية السودانية وبالاسم. ولا أجد مبرراً لذلك سوى الجهل، أو محاولة إظهار الظرف وخفة الدم، بالإضافة– طبعاً- لنظرة عدم الاحترام النمطية السائدة تجاه الشعب السودانى.

ثالثاً: الشعب السودانى يمر بظروف صعبة، لأن الله ابتلاه بحكام ظالمين وفاسدين ومكابرين يدَّعون الحكم بدينه الحنيف، ومع ذلك صمد الشعب صاحب الأخلاق العالية والنبل والمكارم. فقد تحمل الفقر والجوع والتشريد وبيوت الأشباح، ولم يتخل عن حضارته التى صارت مصدر استهزاء لدى نيوتن وأمثاله. فأنت لا تعرف السودانيين ولم تختلط بهم حتى ضمن ظروفهم «الحضارية» الراهنة.

أخيراً، أتمنى من هذه النخبة المصرية أن ترد تحية الشعب السودانى بمثلها فقط، ولا نطمع فى أحسن منها.

فالشعب السودانى يكنّ لكم تقديراً وحباً عظيمين لا تجدونهما فى أى بلد عربى آخر. وكنت أظن أن جزاء الإحسان هو الإحسان. فمن الحماقة أن تخسروا عواطف هذا الشعب الصادقة، وتجروا وراء أصدقاء جدد لا يُكنون لكم أى احترام.

أتمنى أن يجد هذا التعقيب الاهتمام كتوضيح ودعوة لترسيخ العلاقة بين الشعبين السودانى والمصرى على أسس عقلانية قائمة على الفهم، والاحترام المتبادل وليس المصالح فقط.

مع التحية وواجب الاحترام.

د. حيدر إبراهيم على

مدير مركز الدراسات السودانية

■ ■ ■

رد نيوتن:

عزيزى د. حيدر

أولاً: الحمد لله، لن تأخذنى العزة بالإثم، ولذلك سأبدأ بالاعتذار.

ثانياً: عندما أذكر السودان فهى أقرب مثل إلى ذهنى وليس لأننى أسخر منها. ولكنى حزين عليها مثلما أنا حزين على الإسكندرية وباقى أوطاننا.

ثالثاً: أنا لا أسخر من الحضارة السودانية التى أدت إلى انفصال شماله عن جنوبه. ولكن كل مصرى يحمل غُصة فى حلقه من انفصال جنوب الوادى– وهو السودان– عن شمال الوادى– وهو مصر. غُصة تتضاءل معها واقعة انفصال مصر عن سوريا.

رابعاً: وهذا حقيقى. أنا ذهبت إلى معظم الدول العربية زائراً. ولكن حينما أذهب إلى السودان لا يداخلنى هذا الإحساس. أشعر بأننى فى إحدى محافظات بلدنا.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية