قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في تقريرها عن محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين لانتخابات الرئاسة، إنه «لو كانت ظروف مصر السياسية بعد الثورة مختلفة، لكان مرسي على مقربة من الفوز بانتخابات الرئاسة، إلا أنه يدير حملة صغيرة (مهضوم حقها)».
وأضافت الصحيفة أن «الآلة السياسية المذهلة للجماعة، والتي نجحت في أن تجعل حركة المعارضة هي الأغلبية في أول برلمان بعد الثورة توجب عليها أن تنافس بمرشح (يفتقد الكاريزما)، وبطريقة مغايرة لما يريده الرأي العام»، موضحة أن الجماعة خسرت من رصيدها السياسي بحسب المحللين والمواطنين العاديين، لأن حزبها تراجع عن وعوده ولم ينفذ إلا القليل منذ أن أقسم أعضاؤه في البرلمان يناير الماضي.
وأضافت أن خلفية أبرز المرشحين، عمرو موسى وزير خارجية مبارك، والقيادي السابق في الإخوان عبد المنعم أبو الفتوح، تقول إن المصريين يحتاجون رجل دولة، يفكر بشكل شامل وأكثر مرونة بشأن دور الإسلام في الحكم، من السياسيين الذين يديرون البرلمان.
إلا أن الخبراء يقولون، إن تجاهل فرص مرسي في الانتخابات خاطئ، فرغم أن منافسيه يثيرون حماسة أكبر ونتائجهم في الاستطلاعات أفضل، إلا أن أيا منهم لا يملك الآلة الدعائية الكبيرة للإخوان أو شبكتهم المعقدة من الوعاظ والنشطاء.
ونقلت عن شادي حميد، الخبير المصري في مركز بروكنجز الدوحة، قوله إن الإخوان «يذهبون على وضعية الحشد الكامل في يوم الانتخابات، كما إنهم يلعبون السياسة بطريقة قديمة، ويدخلونها بهدف الفوز للنهاية»، لكنها أشارت إلى فقدان الجماعة الكثير بعد البرلمان، خاصة أن نوابه فشلوا في رفع حالة الطوارئ، أو سن قوانين فاعلة منذ يناير الماضي، كما إن تعاملهم مع مسألة المحاكمات العسكرية أغضب جمعيات حقوق الإنسان.
وقالت إنه رغم البيانات التي انتقدت المجلس العسكري أحيانا، كان الإخوان على علاقة تعاونية مذهلة مع القادة العسكريين، كما أن الجماعة شجعت أفرادها على عدم المشاركة في الاحتجاجات ضد الجيش، مما أغضب باقي القوى السياسية التي اعتبرت الإخوان جماعة «انتهازية».
وأضافت أن حملة مرسي تبدو مفصلة للناخبين المتشددين، فقد وضعت أسماء الشيوخ الراديكاليين في قائمة الداعمين لمرشحها، ربما لتوسيع قاعدة الحزب، ولكنها لم تكن حملته دائما، فقد بدأت مع خيرت الشاطر، الخيار الأول للجماعة في انتخابات الرئاسة، ثم استبعد بسبب حبسه على ذمة قضية سياسية في عهد مبارك، فدفع بمرسي لصدارة المشهد بعد أن كان «المرشح الاحتياطي».