عام على الثورة السورية: وحشية «أسد» يحتضر.. وشعب يسترد الحياة بالموت

كتب: اخبار الأربعاء 14-03-2012 18:50

«الشعب يريد إسقاط النظام».. شعار نقشه طلاب لم تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة فى مدرسة بمدينة درعا السورية فى منتصف مارس الماضى، بعد أن سمعوه ينتقل من تونس إلى مصر وليبيا.. كان مجرد حلم لكن اعتقالهم من قبل نظام بشار الأسد أشعل فتيل الثورة وخرج المتظاهرون يهتفون: «الله.. سوريا.. حرية وبس». رد الأسد على مطلبهم بالرصاص والقذائف والاعتقال والتعذيب.. بينما حافظ المتظاهرون على سلمية ثورتهم.


لكن تصاعد العنف وصمود المتظاهرين دفعا الآلاف من عناصر الجيش إلى الانشقاق والانضمام للثوار.. وتحولت أغلب المناطق السورية إلى ساحات حرب تشهد مجازر يومية من قبل قوات النظام الذى يستهدف المدنيين العزل والنساء والأطفال، فى الوقت الذى يتراجع فيه المنشقون بسبب قلة عددهم وضعف تسليحهم.


عدد الضحايا وصل إلى نحو 10 آلاف قتيل - حسب موقع قاعدة بيانات شهداء الثورة - والعالم يشاهد ويكتفى بتصريحات الإدانة.. لكن ثوار سوريا مستمرون فى ثورتهم، متعهدون بإسقاط الأسد واسترداد حريتهم حتى لو ضحوا بـ«مليون شهيد» - على حد تعبيرهم.


ويبقى بشار متمسكاً بالحكم ومستمراً فى تصعيد العنف كـ«أسد جريح»، إلا أن محللين يرون أن نظامه فى حكم المنتهى، فى ظل إصرار الثوار على الإطاحة به.

....................................................................


«طائفية الجيش» تحمى الأسد وتشعل حرباً أهلية

نفذ الجيش السورى عبر تاريخه 6 انقلابات، أولها فى 1949، أى بعد أيام من إعلان الاستقلال، وقاد حسن حسنى الزعيم الانقلاب بدعم من المخابرات الأمريكية، كما شهد العام نفسه 3 انقلابات متتالية، دفعت الدوائر السياسية العربية إلى التندر بأن من يستيقظ مبكرا من جنرالات الجيش السورى يصبح رئيس البلاد.


أما آخر تلك الانقلابات فقد كان فى 1971، عندما قام الرئيس الراحل حافظ الأسد بما يطلق عليه «حركة تصحيح» داخل حزب البعث، ووصل إلى السلطة. ومنذ ذلك الحين أصبح تحصين الجيش السورى من فيروس الانقلابات الذى منى به على مدى السنوات الماضية أهم دعامة فى أركان نظام البعث، الذى مازال صامدا طوال أكثر من 40 عاما.... المزيد

 

المعارضة تدعم النظام بـ«الانقسام السياسى» و«الفوضى العسكرية»

ليس نظام الرئيس السورى بشار الأسد هو من يقف وحيدًا فى وجه الثورة الشعبية التى اندلعت قبل عام، لكن المعارضة السياسية المنقسمة على ذاتها، والتى يرى مراقبون ومعارضون أنها لا تمثل الشارع، والجيش المنشق المؤيد للثورة الذى لا يستطيع بحسابات القوة العسكرية إحداث تغيير حقيقى على الأرض، وهو ما يطرح أسئلة عامة متعلقة ببدائل نظام الأسد حال سقوطه.


وأبدى معارضون سوريون مخاوفهم من هذه البدائل، وقال علاء - وهو مهندس سورى من دمشق: «أنا فى أزمة حقيقية، ومضطر للاختيار بين نظام قمعى، ومعارضة لا وطنية رجعية متحالفة مع الخليج والغرب ولا تتبنى الخيارات الوطنية لمصلحة سوريا والوطن العربي»..... المزيد

 

«الاستقرار الإقليمى».. «كارت ضمان» لاستمرار «بشار» حتى العثور على بديل

رغم الدعوات التى تظهر بين آن وآخر فى الغرب لإسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد، فإن المؤكد أن جميع الأطراف الدولية والإقليمية، باستثناء دول الخليج، وتركيا بدرجة ما، يرغبون فى بقاء النظام على الأقل حتى يصبحوا قادرين على ترتيب الأوضاع فى الداخل السورى. فالاستقرار الإقليمى مرتبط إلى حد بعيد بوجود «الأسد»، حيث إنه حلقة مهمة فى التحالف الإيرانى لدوره فى توصيل الأسلحة لحزب الله، كما يعد الحلقة الأضعف فى هذا التحالف، وهو ما يجعل الطرفين الإقليميين الإيرانى والإسرائيلى راغبين فى استمرار «الأسد»، فالإيرانى يريد الحفاظ على حليف لا يملك ترف التخلى عنه، والإسرائيلى يريد الاحتفاظ بوجود «كارت ضغط» دائم بين يديها.....المزيد

 

خريطة المواجهات: حمص وإدلب وحماة ودرعا الأكثر اشتعالاً

منذ عام على اندلاع الثورة السورية المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد بات الحل العسكرى هو الخيار الأكثر ترجيحاً لحسم مصير الثورة السورية، ووجهت قوات «الأسد» ضربات موجعة للمدنيين وقوات الجيش الحر المنشق الذى تشير تقديرات قياداته إلى أن تعداده بلغ 30 ألفا لكن ينقصه السلاح والتواصل مع الخارج، بينما يمثل التسليح الذى طالبت به دول الخليج وترددت بشأنه واشنطن والغرب عاملاً محورياً فى حسم المعارك وإضعاف القوات النظامية. وربما تشهد الأشهر المقبلة هذا الحسم، وحتى يحدث ذلك يتوقع الجميع سقوط الآلاف من الشهداء وتدمير الاقتصاد وإمكانية لجوء «الأسد» إلى إنهاء المعركة لصالحه باستخدام ترسانته من الأسلحة بما فيها البيولوجية والكيماوية.....المزيد

 

الشلل يضرب الاقتصاد.. والشعب هو «الخاسر الأكبر»

منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد فى مارس الماضى، يعانى الاقتصاد السورى أزمة خانقة، حيث تأثر عدد كبير من قطاعاته سلباً بفعل الاضطرابات الجارية والعقوبات الدولية، التى تم فرضها على النظام بغرض الضغط عليه لوقف حملة القمع المتصاعد بحق معارضيه، لكن الكثير من الخبراء يرون أن المواطن السورى الذى يكتوى بنار الغلاء وغياب السلع الأساسية وارتفاع معدلات البطالة - هو المتضرر الرئيسى من الحالة الاقتصادية المتردية التى تعانيها بلادها......المزيد