x

«طائفية الجيش» تحمى الأسد وتشعل حرباً أهلية

الأربعاء 14-03-2012 18:51 | كتب: أيمن حسونة |
تصوير : أ.ف.ب

نفذ الجيش السورى عبر تاريخه 6 انقلابات، أولها فى 1949، أى بعد أيام من إعلان الاستقلال، وقاد حسن حسنى الزعيم الانقلاب بدعم من المخابرات الأمريكية، كما شهد العام نفسه 3 انقلابات متتالية، دفعت الدوائر السياسية العربية إلى التندر بأن من يستيقظ مبكرا من جنرالات الجيش السورى يصبح رئيس البلاد.

أما آخر تلك الانقلابات فقد كان فى 1971، عندما قام الرئيس الراحل حافظ الأسد بما يطلق عليه «حركة تصحيح» داخل حزب البعث، ووصل إلى السلطة. ومنذ ذلك الحين أصبح تحصين الجيش السورى من فيروس الانقلابات الذى منى به على مدى السنوات الماضية أهم دعامة فى أركان نظام البعث، الذى مازال صامدا طوال أكثر من 40 عاما.

وظهرت قوة تحصين الجيش من الانقلابات فى إحباط المحاولة الانقلابية التى نفذها رفعت الأسد ضد أخيه فى 1984، والذى كان يقود حينها سرايا الدفاع، وتم التصدى له من قبل الفرقة الثالثة بقيادة قريب الرئيس الأسد، الأب اللواء شفيق فياض، من الطائفة العلوية، بجانب وحدات الحرس الجمهورى، وبعد ذلك أُعيد تنظيم سرايا الدفاع، لتصبح الفرقة الميكانيكية الرابعة تحت قيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس الحالى.

وتم تحصين الجيش السورى، الذى تعداده 325 ألف شخص فى الخدمة الفعلية، بخلاف عدد مماثل فى الاحتياط من الانقلابات عن طريق اللعب بتركيبته الطائفية، فالطائفة العلوية التى ينتمى إليها الرئيس بشار الأسد تُشكل نحو 11- 12% من الشعب السورى، يحتلون نحو 90% من المناصب فى سلك الضباط. وتركيبة القوات المسلحة السورية تعتمد بجانب الطائفية على عدد من الميليشيات أو القوى غير النظامية التابعة لحزب البعث الحاكم، والتى يبلغ عددها 100 ألف عنصر، أى ثلث القوات المسلحة الموجودة فى الخدمة. وتُعرف تلك الميليشيات عادة باسم «الجيش الشعبى أو الفرسان أو شبيبة البعث»، إلا أن المتظاهرين فى سوريا يطلقون عليهم الآن اسم «الشبِّيحة»، وهم يقودون عمليات القمع بمساندة الجيش. وتُقدّر نسبة العلويين فى صفوف الجيش النظامى المحترف (ضباطا وجنودا) بحوالى 70%، فى حين تشكل «السنة» الغالبية العظمى من قوات الاحتياط فى الجيش، بالإضافة إلى سلاحى الجو والبحرية، حسب مجلة «جيتس» البريطانية المتخصصة فى الشؤون العسكرية.

ويوجد فى سوريا 15 جهاز أمن واستخبارات أهمها مديرية المخابرات العامة والمخابرات العسكرية ومخابرات سلاح الجو والأمن العسكرى والأمن السياسى. ويملك قادة أجهزة الأمن والمخابرات ـ وتنتمى غالبيتهم للطائفة العلوية ـ نفوذاً وصلاحيات واسعة غالباً ما تفوق سلطات ضباط وقيادات الجيش، ويتبعون جميعا سلطة الرئيس بشار الأسد مباشرة. وتركيبة القوات المسلحة السورية التى وضعها الرئيس الأسد الأب أظهرت نجاحا فى الحفاظ على استقرار النظام، الذى يواجه منذ منتصف مارس 2011 انتفاضة تشمل كل المدن السورية تقريبا.

وعن مستقبل الجيش السورى يقول الرئيس التنفيذى لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكرى، رياض قهوجى، إن هناك تململا من بعض القيادات العلوية وخوفاً من تنفيذ انقلاب عسكرى يؤدى إلى سقوط النظام وطرد العلويين من مراكز الحكم والانتقام من الطائفة مستقبلا.

وحول توسيع دائرة الانشقاقات العسكرية وازدياد حجمها مع الوقت، ليصل إلى مستوى ولادة جيش من المعارضة العسكرية تحت ما يُعرف بـ«جيش سوريا الحر» يقول «قهوجى» إنه سيؤدى إلى سيناريو شبيه بالأزمة الليبية الراهنة، أو حرب أهلية. لكن القوات المنشقة تحتاج إلى منطقة آمنة، لتجميع وتنظيم صفوفها لمواجهة القوات النظامية، وهذا الأمر غير متوفر حاليا. وقد يؤمن إقدام تركيا على إنشاء منطقة حدودية عازلة توفير منطقة آمنة للفرق المنشقة. وسيؤدى هذا الأمر حتما إلى تدخل عسكرى خارجى سيحسم الأمر لصالح المعارضة، إلا أنه سيكون مكلفا جدا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية