إيه رأيكم فى خطة خبيثة لمواجهة قرار الحكومة، بزيادة أسعار الكهرباء، ولكن بطريقة عكسية؟.. يعنى الحكومة تريد تخفيض الدعم عن الكهرباء.. طيب لماذا لا نسرع نحن، ونخفض الاستهلاك.. فنريح.. ونستريح؟ بشرط أن يكون ذلك من خلال خطة شعبية شرسة - نعم شرسة، بخفض استهلاكنا وبنفس النسبة، أى فى المتوسط بنسبة 40٪؟! ولكن كيف؟
الناس يردون على الأسعار الجديدة للكهرباء بقولهم: إحنا فلسنا.. هنجيب منين؟.. وإذا كانت الحكومة قررت الأسعار الجديدة بعد سنوات من الدراسة والمحاولة.. فإن الشعب يمكنه أن يقوم بحركة شعبية مضادة.. وفوراً.. وهى حركة لا تحتاج للدراسات طويلة المدى.. والخطط المرحلية.. اللهم إلا إذا كانت الحكومة تريد أن تجبر الناس على النوم مبكراً.. وعلى إغلاق أجهزة التليفزيون والحد من السرمحة فى الكافيهات جرياً وراء وباء الشيشة.. وعلى أن نعيش كما تعيش الشعوب المتقدمة، أى تنام قبل العاشرة مساءً.. لتخرج للعمل قبل الثامنة صباحاً.. فهل هذا ممكن؟!
والطريف أن خطة الحكومة لإقناع الناس بخفض استهلاكهم من الكهرباء، على مجرد استخدام اللمبات الموفرة للطاقة.. فإنها تناست فعلاً هذا الإسراف الرهيب من خلال انتشار أجهزة كهربية تستهلك الحصة الكبرى من الكهرباء، وأقصد بها أجهزة التكييف والغسالات للملابس وللأطباق والمجففات وأجهزة الطبخ والخلاطات والثلاجات وأفران الميكروويف والدفايات وسخانات الكهرباء.. والديب فريزر. إذ بدلاً من الثلاجة هناك ثلاجات.. وأيضاً الديب فريزر.. واحسبوا كم «لمبة» ننيرها بما يحتاجه الجهاز الواحد من التكييف؟! وكل ذلك لأننا نسينا أساسيات العمارة المصرية أى الباب يواجه النافذة أو البلكونة.. والشباك الخشبى الشيش، واستخدمنا الأبواب والنوافذ الزجاج والألوميتال!!
ولاحظوا مدى انتشار أجهزة التكييف.. والإقبال عليها.. التى أصبحت تنافس أطباق استقبال القنوات الفضائية، وهذه وتلك تقول لمن يزورنا إننا شعب فى قمة الثراء!! وبعد أن كنا نقنع بالمروحة، أصبحنا نتنافس فى شراء أجهزة التكييف، ولا تقولوا إن تغيرات الجو والمناخ هى السبب، وربما نقول إن انخفاض أسعار الكهرباء - فى السابق - ساعد على زيادة الطلب على أجهزة تكييف الهواء!! وهنا أقول لمن نظموا حملات تخفيض الاستهلاك ليس بلمبات الليد - الموفرة للطاقة - نحل المشكلة.. بل هى فعلاً تكمن فى هذه الأجهزة الكهربية كثيفة الاستهلاك، فى معظم البيوت.. بل إن الست المصرية تعمد إلى تشغيل التكييف ثم تدخل لتشغيل الغسالة الفول أتوماتيك فى الحمام.. وغسالة الأطباق فى المطبخ.. مع الميكروويف لتسخين الطعام وإعداده.. ولا تنسى فرم اللحم أو استخدام الخلاطات.. وكل ذلك.. فى وقت واحد.. ومتى؟! فى فترة ذروة الأحمال.. بالذمة ده كلام.
ونصيحتى لمواجهة ارتفاع أسعار الكهرباء أن يعمل جهاز التكييف عند درجة 27 فقط، وليس تحت العشرين كما يفعل البعض، وأن يكون مؤشر الثلاجة على رقم واحد أو اثنين على الأكثر.. وأن تعمل غسالة الملابس مرة واحدة فقط فى الأسبوع، وفى الصباح الباكر.. ويا سيدى مفيش داعى لغسالة الأطباق والعودة إلى استخدام سخانات الغاز بدلاً من الكهرباء.. وأن نقلل من ظاهرة الديب فريزر لأن اللحوم تتحول إلى مجرد «عضلات» بلا أى فائدة غذائية بعد ثلاثة أشهر.. والأسماك يجب ألا يزيد عمرها فى الفريزر على شهر واحد.. يعنى كفاية ديب فريزر!!
ويجب ألا نتوقف فقط عند استخدام اللمبات الموفرة للطاقة لأن تشغيل جهاز تكييف عند درجة 20 يساوى إشعال 250 لمبة إنارة لمدة ساعة.. وفى العالم نظام إضاءة يمكنه خفض نسبة الإضاءة فى اللمبة من خلال المفتاح.. نفس اللمبة.. ونفس المفتاح.. ابحثوا عنه واستخدموه.
■ وكنا زمان نقول إن أهم نفقات الأسرة تتركز فى الإيجار والطعام والملابس.. الآن تأتى فواتير الكهرباء فى المقدمة.. وفى أيدينا نحن أن نوفر استهلاكنا بنفس النسبة التى أشعلت بها الحكومة أسعار الكهرباء.. وبالتالى لن نحس أننا سنتحمل أى زيادة نتيجة لها.. بل نرد الضربة للحكومة.. لنستريح نحن.. بل تستريح المالية بعض الشىء.
■ وفى المقابل مطلوب أن نغير نمط حياتنا.. يعنى كفاية سهر وسرمحة إلى ما بعد منتصف الليل.. وأن نلزم المحال - كل المحال - بإغلاق أبوابها حول السابعة مساءً.. ولا تتبقى إلا محال البقالة والسوبر ماركت فيسمح لها حتى التاسعة مساءً.. ومفيش داعى لحفلات دور السينما حتى الثانية بعد منتصف الليل.. ولا الملاهى، وما أكثرها.
■ تلك حملة شعبية يواجه بها الشعب زيادة فواتير الكهرباء.. والعائد هنا سيعود على الناس، كل الناس.. ولن تربح الحكومة مليماً منها.. فهل بعد ذلك من منفعة حقيقية للشعب كله.. وبالطبع مع إلزام كل قنوات التليفزيون بوقف البث فى موعد أقصاه الحادية عشرة مساءً.
إيه رأيكم.. أنا نفسى سأفعل ذلك ليس من أجل الحكومة وميزانية الحكومة.. بل من أجل الناس.. وميزانية كل الناس وضرب سياسة الجباية التى يتبعها معنا قطاع الكهرباء ووزيرها الدمياطى!!