x

عباس الطرابيلي لماذا تقدمنا.. ولماذا نتأخر؟ عباس الطرابيلي الأحد 07-08-2016 21:28


كان أحد القراء يعقّب على مقالاتى- فى الأيام الأخيرة- عن مشاكل الدولار والوضع الاقتصادى.. إذ أرسل على الفيسبوك رسالة عامة لكل من يتعامل مع هذا الفيسبوك.. فماذا قال هذا المواطن.. حتى يحلل أسباب نجاحنا زمان.. وكأنه يقول لنا بالضبط: لماذا نفشل الآن فى حل مشاكلنا.. بل لماذا نتأخر، أى يحدد لنا أسباب النجاح.. ويشرح لنا أسباب الفشل..

المقال- أو الرسالة- تقول إننا تقدمنا: عندما كان الدولار بثمانين قرشاً.. وعندما كنا نشرب اللبن ونأكل الزبادى من إنتاج شركة مصر للألبان.. وعندما كنا نشترى الأدوات البلاستيك من شركة البلاستيك المصرية.. وعندما كنا نشترى أجهزة التكييف من شركة كولدير.. وعندما كنا نشترى السيراميك والأطباق من الشركة المصرية للخزف والصينى «شينى». ولما كنا نشترى البسكويت والشيكولاتة من إنتاج شركة بسكو مصر، وعندما كنا نشترى الأدوات الفضية من شركة سيجال.. ولما كنا نشترى السيارة من شركة النصر للسيارات. ولما كنا نشترى ملابسنا من شركة ملابس الأهرام.. ولما كنا نشترى الملابس الداخلية من إنتاج شركة جيل المصرية، ولما كنا نشترى الأجهزة من شركة النصر للتليفزيون.. ولما كنا نشترى الأحذية من شركة باتا.. وأيضا عندما كنا نركب طائرات شركة مصر للطيران.

ويستمر القارئ الذكى- شديد الغيرة على وطنه- فيقول إننا كنا أفضل عندما كنا مخلصين فى شغلنا.. ولما كنا أمناء على الوطن.. وعندما كنا مؤدبين..

ولقد وقفت طويلا أمام هذه الرسالة: هل كاتبها من عشاق القطاع العام.. أم أن عشقه للوطن هو الذى جعله يتباكى على عصر كان عظيماً.. عندما كنا نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع، ونكتفى بما ننتج؟.. أى هو يتباكى- وأنا معه 1000%- على مبدأ نسيناه فى السنوات الأخيرة، وهو إعلاء قيمة الإنتاج المحلى وإعطاء الأولوية الأولى لعبارة «صنع فى مصر».. أم أن هذا القارئ يؤلمه كثيراً كارثة أننا أصبحنا نستورد 90% من معظم ما نستهلك، وهذا من أهم أسباب لعبة الدولار.. وهذا العجز المالى فى كل شىء: من الموازنة العامة.. إلى الميزان التجارى.. وعدنا إلى عشق كل ما هو مستورد؟!..

ورسالة هذا المواطن التى تتفق إلى حد كبير مع حملة وزارة الصناعة والتجارة لإحياء عبارة واستهلاك ما هو وطنى.. والكف عن الاستيراد.. ولكننى أضيف إلى رسالة هذا المواطن صرخة وطنية تستصرخ فينا الروح القومية.. ليس فيما ذكرت رسالة هذا المواطن على الفيسبوك.. فقط.. ولكننى أقول إن الكارثة بدأت منذ أهملنا زراعة القطن، الذى كان عصب اقتصادنا الزراعى والصناعى والتجارى.. وأيضا فى قطاع النقل المائى داخل مصر إلى المحالج والمصانع وخارج مصر إلى الدول التى كانت تعشق هذا القطن المصرى..

■ وهنا أتحسر على معظم ما تم بيعه بأبخس الأسعار ضمن سياسة الخصخصة التى كنت أؤيدها فى البداية.. لأن الحكومة صانع سيئ.. وتاجر أسوأ.. وإدارى فى قمة الفشل.. والدليل فى قطاع الحديد والصلب، إذ كيف تخسر مصانع التبين التى كانت مفخرة لمصر، وكان عبدالناصر يصر على وضعها فى برامج زيارة المسؤولين الأجانب لمصر، بينما تكسب صناعة الحديد التابعة للقطاع الخاص؟!

■ تماماً كما خسرت مصانع الغزل والنسيج التى قامت على القطن.. وكنا نستهلك كل ما فيه، ليس فقط الألياف لإنتاج الملابس، ولكن أيضا فى إنتاج زيت الطعام الذى كان يكفينا.. وحتى ما كان يتبقى من عصير بذرة القطن كنا نستخدمه علفاً للحيوانات والدواجن.

■ ودعونا لا نتحسر على ما فات.. ومنهم لله مَن دعموا كارثة هذه الخصخصة وأضاعوا عائد بيع القطاع العام- وتعالوا ننقذ ما يمكن إنقاذه، ليس فقط مما بقى من هذا القطاع.. ولكن لمحاولة أن ننهض من جديد.. لنبدأ ثورة إنتاجية جديدة نشترى فيها الإنتاج المصرى، بشرط ألا يقل كثيراً عن مستوى الإنتاج الأجنبى، على الأقل لنوقف تصاعد الطلب على الدولار المستخدم فى استيراد ما نستورده.. وننمى الإنتاج الوطنى لنفتح الطريق واسعاً أمام فرص عمل جديدة لطوابير العاطلين التى تطول يوما وراء يوم..

■ وشكراً لصاحب هذه الرسالة شديدة الوطنية على الفيسبوك منذ أيام!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية