x

نيوتن شهوة البحث عن فضيحة نيوتن الثلاثاء 26-07-2016 21:39


«أوف شور» لغويا معناها «خارج الشاطئ» أو منطقة حرة. مصطلح اقتصادى شائع. محاط بكثير من التأويلات والشائعات والتفسيرات الخاطئة. فى الحقيقة هو مجرد مصطلح يشير إلى ترخيص الشركة فى بلد معين. فى حين أنها تنفذ أعمالا فى بلد آخر. فمثلا تستطيع شركة إنجليزية فى الشحن البحرى أن ترخص لشركة أوف شور فى بنما. تملك السفن وترفع علم بنما. تتجنب تعقيدات روتينية وإدارية. تتجنب دفع ضرائب مزدوجة على أعمالها. عندما يكون نشاطها خارج إنجلترا.

وهكذا فى أى بلد وفى أى مكان فى العالم. الشركات العالمية التى تأخذ حق الامتياز والتنقيب عن البترول فى أى دولة تكون من خلال شركات أوف شور. شركة إينى الإيطالية التى تعمل فى المياه الإقليمية المصرية، ونجحت فى اكتشاف حقل الغاز المهول (ظهر) تنفذ أعمالها فى مصر على هذا النحو. من خلال شركة أوف شور تمتلكها بالكامل. بهدف التحرك والعمل بسهولة ويسر. فى إطار قانونى يسمح لها بإمكانية التصرف. تسدد ما عليها من ضرائب فى مصر. حتى لا يكون هناك ازدواج ضريبى.

إذن لا مانع من العمل. من تشغيل العمالة. من تحقيق مكاسب مادية بصورة أو بأخرى. طالما أن كل هذا يتم وفق وضع قانونى سليم، لا مخالفة فيه. لكن متى تكون شركات بنما أو شركات الأوف شور خطيرة؟. إذا تعامل فيها وزير أو مسؤول حالى مثلما حدث فى قضية رئيس وزراء ماليزيا؟. هنا استغلال للنفوذ. يجرمه القانون. اختلاط للأوراق فى غير محله.

شركات بنما مثلها مثل شركات أى منطقة حرة أخرى. جزر العذراء فى إنجلترا. أو موانئ دبى. أو سنغافورة. حتى هنا فى مصر توجد لدينا مناطق حرة. تتعامل وتعمل بقانون واضح محدد. الفارق بينها وبين الشركات العادية أن الروتين غير موجود. التعقيدات البيروقراطية ملغاة بشكل شبه كامل. إنها شركات لاختصار الوقت والعمر والصحة. إنها شركات للإنجاز والعمل، وليست مكانا لتهريب الأموال أو للاختباء خلفها. فى بعض الأحيان هى المكان الأفضل للإنجاز. هى ليست أكثر من وسيلة يقترحها محامٍ أو مكتب قانونى هنا أو هناك. فى أى مكان فى العالم. لإنجاز أعمال بشكل ميسر. لا أكثر ولا أقل. ليست فضيحة كما تروج لذلك بعض وسائل الإعلام.

الفضيحة عندما تكون هذه الشركات قناعا يختفى وراءه مسؤول فى دولة. أى دولة. أن تكون قناعا يختفى وراءه تنظيم إجرامى. يختفى وراءه تجار المخدرات. ونحن نرحب بالاستثمار فى مصر. نرحب بالاستثمار الملتزم بالقانون المصرى والذى يوظف العامل المصرى. سواء جاء فى منطقة حرة أو باسم شخص أو شركة. المخزى هو الاستمرار فى الخضوع لشهوة البحث عن فضائح فى غير موضعها.

الدول تتسابق على عمل مناطق حرة جاذبة قدر المستطاع. هناك منافسة شديدة، باعتبارها نشاطا لـ«الأوف شور». كل دولة تحاول أن تقدم للمستثمر المحلى والأجنبى ما تستطيع من محفزات. من تسهيلات بهدف العمل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية