x

نيوتن تدمير ذاتى نيوتن السبت 23-07-2016 21:58


أستمتع بقراءة الصحف الغربية أيما استمتاع. فارق كبير بين صحافتنا وصحافتهم. أمس الأول، فى صدر صحيفة وال ستريت جورنال تقرير إخبارى فى غاية الأهمية. اسمها (1 إم. دى. بى).

المدعى العام الأمريكى هو من أعلن عن الفضيحة. أشار إلى تورط رئيس وزراء ماليزيا فى تسريب بليون دولار من صندوق مخصص لمحاربة التطرف والغلو. الصندوق تموله أمريكا. معروف أن ماليزيا تربطها علاقات قوية بالولايات المتحدة. علاقات سياسية. اقتصادية. أمنية. وغيرها. لكن عندما يتعلق الأمر بسرقة مال عام مخصص من قبل الحكومة لغرض ما. لا يمكن السكوت أو الصمت.

رئيس الوزراء الماليزى نجيب تون عبدالرزاق متورط. هو وزوج ابنته وعدد من كبار مساعديه. اختلسوا الأموال. اشتروا بها فنادق فى لوس أنجلوس وفى نيويورك وفى لندن. اشتروا مقتنيات فنية لفان جوخ ومونيه وعدد من اللوحات الثمينة. اشتروا طائرة نفاثة قيمتها 35 مليون دولار. اشتروا حقوق فيلم «ذا وولف أوف وال ستريت»، بطولة الممثل العالمى ليوناردو ديكابريو.

المبالغ التى تم الاستيلاء عليها محددة المصادر. تم تحديد أوجه استخدامها. مصارف إنفاقها مثبتة بالأرقام. كل شىء واضح. المدعى العام الأمريكى لا يعرف الهزار فى مواضع الجد. لا يستطيع الادعاء على أحد بدون بينة. بغير دليل قاطع لاشك فيه.

شىء يختلف تماما عما يحدث عندنا. فنحن منذ 25 يناير 2011 ندعى أن مبارك استولى على المليارات. بعدها نفى من ادعى ذلك. قال: إنه حصل على معلوماته من جريدة سيارة. تراجع عن كلامه فورا. ندعى أن سويسرا لا تريد أن ترد إلينا أموال مبارك. هذا صحيح. لسبب بسيط جدا. هو أنه لا توجد أموال لديها. ليس لمبارك مليم واحد فى بنوكها.

الأكاذيب لا أول لها من آخر. دعاية للاستهلاك السياسى. تصيب دولة القانون فى مقتل. فليس كل شىء يصلح للدعاية السياسية. كلها ادعاءات باطلة لم يتوقف أحد عندها. أو يناقشها. لم يحاول أحد إثباتها. 6 سنوات مرت، ومازلنا نردد أرقاما ما أنزل الله بها من سلطان. وكأن مبارك هو سلطان بروناى. وأموال الدولة مخزونة فى بيته ينهل منها ما يشاء. لم لا. تعودنا أن نتهم الناس بالباطل. أى أناس. لم نتهم مبارك وحده. اتهمنا الكثير والكثير من الشرفاء. الاتهام سهل. التحقيق فيه لا يتحقق ولا ينتهى أبدا. طوال هذه المدة لم يقدم أحد معلومة واحدة صحيحة بمن فيهم أجهزة الدولة ذاتها.

النتيجة: الاتهامات لديهم تمسك بتلابيب الفاسدين، لأنها جادة. الاتهامات لدينا تدمر دولة القانون وسمعة الشرفاء ومناخ الاستثمار. وطن يدمر نفسه بنفسه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية