حروب الضرائب نيوتن الخميس 21-07-2016 21:27

فى حوار سابق مع مجلة الإيكونوميست قال الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى العهد السعودى: لن تكون هناك ضريبة على دخل الفرد. ولا ضرائب على الثروة. نحن نتحدث عن ضرائب ورسوم مدعومة من قبل المواطن. بما فيها ضريبة القيمة المضافة، وضريبة الحد من استهلاك السلع الضارة. فى اجتماعها الأخير اتفقت دول مجلس التعاون الخليجى على فرض ضريبة على التبغ ومنتجاته، بواقع مائة فى المائة. فيما فرضت ضريبة على المشروبات الغازية بواقع 50 فى المائة. وعلى مشروبات الطاقة بنسبة مائة فى المائة.

الدول بدأت معركة. العالم يستعد. أسميها حروب الضرائب. كل دولة تهدف إلى جذب أكبر نسبة من المستثمرين حول العالم. الدول الكبرى تسعى لتخفيض الضريبة. أيرلندا خاضت حربا مع السوق الأوروبية لأنها خفضت الضريبة من 16 فى المائة إلى 10 فى المائة فقط. بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى تتجه لخفض الضريبة من 21 إلى 15 فى المائة. سنغافورة تقدم إعفاءات ضريبية على أكثر من مستوى. تتوسع فى ذلك. تعتبره أحد العناصر الرئيسية لجذب الاستثمار.

فى مصر لدينا 6 أنواع من الضرائب. تتراوح بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة. الضريبة على الدخل. الضريبة العامة على المبيعات. الضريبة على المصريين فى الخارج، وغيرها. النسبة الضريبية 22 ونصف فى المائة.

أحمد جلال، وزير المالية سابقا، كان ولا يزال يدافع عن نظام الضرائب التصاعدية. كلام قديم. قديم جدا. نظام لا يتم العمل به فى أى من الدول المتقدمة. لم تكن هناك تجربة ناجحة فى التعامل مع الملف الضريبى فى مصر أكثر من تجربة يوسف بطرس غالى. شغل منصب وزير المالية منذ 2004 فى حكومة أحمد نظيف. كانت لديه الشجاعة والرؤية لتخفيض الضرائب. قاد حملة لتحفيز الجميع على دفع الضريبة. نجح بدرجة كبيرة. تم إجهاض التجربة عقب ثورة 25 يناير 2011. بسهولة ويسر عدنا للمفاهيم القديمة. عدنا للاعتقاد أن الأهم هو رفع نسبة الضريبة على الدخل. رغم أن الأهم هو منع التهرب الضريبى.

المعادلة الأكثر نجاحا اليوم هى تخفيض الضرائب مع زيادة الحصيلة من خلال منع التهرب من سداد الضرائب. زيادة نسبة الضرائب لا تحتاج لشجاعة بل تخفيضها هو ما يحتاج لشجاعة. رفع القيمة لا يحتاج سوى لشخص قصير النظر. ينظر أسفل قدميه. يحاصر من لديهم ملفات ضريبية قائمة. لا يدرى ما سوف يضيع على بلده على المدى القريب أو البعيد.