x

خالد أباظة ضريبة «الراديو».. وهروب الموظفين ! خالد أباظة الأربعاء 01-06-2016 21:28


الحكومة عايزانا ندفع 100 جنيه على «راديو» السيارة التى نمتلكها ! الخبر طلع بجد.. مش هزار زى ما أنا كنت متخيل !

وزارة المالية تقدمت بمشروع قانون لمجلس النواب بفرض هذه الضريبة على كل سيارة بها «راديو».. ويتم توجيه «الحصيلة» المتوقعة والتى تزيد عن 700 مليون جنيه لتسديد مديونية اتحاد الإذاعة والتليفزيون.. ومن جانبه رفض مجلس النواب الموافقة لحين التأكد من خطة «ماسبيرو» لمواجهة الأزمة.. بعد أن وصلت الديون لحوالى 23 مليار جنيه !..

حد فاهم حاجة ؟!.. يعنى المواطن المصرى يروح يشترى عربية.. جديدة أو مستعملة.. ويذهب لترخيصها.. فيفاجأ –على الشباك- بموظف يقوله: «عليك 100 جنيه لاتحاد الإذاعة والتليفزيون لأن حضرتك بتسمع الراديو وأنت سايق عربيتك»!.. إيه البواخة دى ؟!.. وبعدين إحنا مالنا ومال ديون «ماسبيرو» ؟.. لامؤاخذة يعنى هوه كان حد خد رأينا فى طريقة «الصرف» هناك.. ولا مرتبات الموظفين.. ولا التعيينات بالآلاف.. ولا خسائر إنتاج مسلسلات وأفلام وبرامج.. علشان نلاقى نفسنا –النهاردة- متورطين مع الناس دى ونشارك فى دفع مديونياتهم !.. طب لو كان ماسبيرو قد حقق أرباح بالملايين –مثلا- كانت وزارة المالية ستقرر منح كل صاحب سيارة «يسمع راديو» مبلغ 100 جنيه لأنه شريك أيضا فى المكسب ؟!..

طب إحنا نضمن منين إنه مافيش «فرمان» آخر من الحكومة بعد أيام أو أسابيع أو شهور.. يفرض علينا ضريبة جديدة لكل «تليفزيون» موجود داخل بيوتنا.. أيضا لسداد ديون «ماسبيرو».. بحجة إننا نتابع برامج القناة الثانية.. وبنشوف قناة النيل للرياضة.. وفى بعض الأحيان قناة الأسرة والطفل !!..

بجد مش لاقى حاجة أقولها.. شكلنا أصبح «وحش أوى» أمام العالم كله.. مش عايز أكون «قليل الأدب».. ولا أتكلم فى السياسة.. بس واضح أن فكر وآداء «قيادة» بلدنا «فى وادى».. وبعض المسئولين والوزراء.. «فى وادى» تانى خالص !!..

******

ترددت كثيرا قبل أن أكتب فى هذا الموضوع.. لأننى أعلم «حساسيته».. وأعلم أيضا أن كلامى سيسبب زعلا وغضبا لدى العديد من رجال الأعمال –المصريين والعرب- الذين يمتلكون معظم توكيلات السيارات العاملة فى بلدنا.. أو كبار المسئولين الذين يديرون هذه التوكيلات.. وأتمنى أن يفكروا –قليلا- فى كلامى.. ويتقبلوه ولو حتى على سبيل «النصيحة» !..

طوال الشهور الماضية.. ومنذ رجوعى لصحافة السيارات مرة أخرى وإنشائى لملحق سيارات المصرى اليوم.. تحدثت كثيرا مع العشرات من «الموظفين» داخل شركات السيارات فى بلدنا بمختلف مناصبهم وتخصصاتهم.. مدير تسويق.. مدير مبيعات.. مدير صيانة وخدمة ما بعد البيع.. نائب مدير عام.. رئيس قطاع.. مدير عام التسويق والمبيعات.. إلى أخره من مناصب مختلفة داخل التوكيلات..

لاحظت أن معظمهم –وليس كلهم بالتأكيد- يشعر بعدم الرضا.. وأحيانا بالظلم.. وأحيانا أخرى بالغضب الشديد.. لأسباب عديدة ومتنوعة.. ولكن جميعها أدت إلى نتيجة واحدة.. هى أن «هذا الموظف».. ليس مرتاحا «على كرسيه».. لا يعمل بكل طاقته.. لا يرغب فى الاستمرار.. يبحث عن مكان آخر داخل أى توكيل «ليقفز» من شركته.. و«يهبط» داخل شركة أخرى فورا.. وأحب أن أفاجئكم وأقول أننى لو نشرت قائمة بأسماء «السادة الموظفين» الذين اتصلوا بى خلال الشهور الأربعة الأخيرة وطلبوا منى مساعدتهم فى البحث عن «فرصة أفضل».. فى توكيل سيارات آخر.. سوف أحدث –بالتأكيد- هزة عنيفة.. و«زلزال» بقوة «7 ريختر» داخل سوقنا المحلية للسيارات.. ولكننى لم ولن أفعلها أبدا.. ولو «على جثتى» !..

أنا اليوم أريد أن أتحدث لأصحاب التوكيلات والمديرين الكبار داخلها.. هناك بالتأكيد أخطاء إدارية ومالية وتنظيمية.. تحدث داخل توكيلات السيارات فى بلدنا.. لديكم «موظف» مظلوم مع راتبه الشهرى مقارنة بمهام وظيفته وبالجهد الذى يبذله وبالمقارنة بالراتب الذى يتقاضاه زميله فى نفس المنصب فى التوكيل المنافس.. ولديكم «موظف» يصرخ من ظلم وتعنت رئيسه المباشر فى العمل والذى يستحوذ على كل الصلاحيات و«الشو الإعلامى».. وأحيانا تكون طريقة معاملته مع هذا الموظف تقترب من «قلة الأدب».. والمشكلة أن الموظف «الغلبان» لا يستطيع الوصول لصاحب التوكيل وتقديم شكوى فى رئيسه المباشر لأنه يعلم أن «التضحية» ستكون به.. وليس برئيسه صاحب «الاسم اللامع» !..

لديكم –أيضا- موظف مثقل بالمهام والمسئوليات.. على طريقة: «مدرس فرنساوى وجغرافيا ورياضيات لحين تعاقد الناظر مع مدرسين جدد» !.. إما أن يتضاعف راتبه الشهرى بما يوازى مسئولياته العديدة.. أو تسارعوا بتعيين مساعدين أكفاء له.. لأنه الآن «زهقان» وبيفكر «يطفش» منكم !..

لديكم موظف كفء.. يعمل فى صمت.. وينتمى لتوكيله جدا.. ثم يفاجأ –فى يوم وليلة- أنكم قمتم بتعيين زميل له يشاركه اختصاصاته ومهامه.. وفى بعض الأحيان يكون فى درجة وظيفية أعلى منه.. وبمرتب يبلغ أكثر من ضعف مرتبه.. بحجة كفاءته الرهيبة أو قدومه من شركة أخرى.. مصرية أو عربية.. فتكون النتيجة أن هذا الموظف يغضب ويثور.. ويفكر فورا فى ترك عمله.. اليوم قبل غدا !..

عندى أمثلة كثيرة.. وحقائق عديدة.. ولا أريد الدخول فى تفاصيل ومواقف بعينها.. فقط أوجه «رسالة هادئة» لأصحاب التوكيلات وأصحاب المناصب: «خلوا بالكم من كل أعضاء فريق العمل لديكم.. وتمسكوا بالكفاءات الموجودة عندكم.. إمنحوهم حقوقهم.. وعاقبوا المخطئين والكسلانين منهم بأشد العقاب.. حافظوا على المتألقين منهم.. قد لا تكونوا مدركين أن بعض الكفاءات تبحث الآن.. ولحظة كتابة هذه السطور.. عن فرصة أخرى للهرب من شركاتكم.. ولكن هذا ما يحدث بالفعل.. وأقسم لكم على هذا.. صدقونى وأنا ليس لى أى مصلحة من قريب أو بعيد.. أن هروب ورحيل بعض الأسماء لديكم ستؤثر كثيرا على آداء شركاتكم وتوكيلاتكم.. هذه رسالتى لكم.. ولا تغضبوا منى» !..

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية