x

سليمان جودة ولو كانت جهة سيادية سليمان جودة الإثنين 25-07-2016 20:51


لا يدرك القيمة البعيدة لشبكة الطرق القومية الجديدة، التي يعمل الرئيس على تنفيذها، منذ وصل إلى الحكم، إلا الذي يذهب إلى دولة مثل المغرب، ويرى بعينيه هناك، شبكة طرق مختلفة، كان الملك محمد السادس أحرص الناس على تنفيذها في بلده، منذ صار ملكاً في عام 2000.

في المغرب، ولهذا السبب، صار السفر على الطرق متعة، لا مخاطرة كبرى كما هو الحال عندنا، وأعتقد أن قلق الرئيس الواضح، في ذكرى مرور عامين على وجوده في السلطة، من التأخر في تنفيذ الشبكة، كما يريد ويحب، كان راجعاً في الأساس إلى أنه يعرف حال الطرق عندنا، وأنه يريدها أفضل، وأنه يعمل على ذلك بكل همة، وأنه يريد أن يكون المواطن آمناً عندما يتحرك من مكان إلى مكان على أرض بلده.

وأظن أن إعفاء وزير النقل الأسبق، لا السابق، من موقعه، كان في الأصل يعود إلى أن إنجازه وإنجاز وزارته، في هذا الاتجاه، لم يكن عند طموح الرئيس الذي يتمسك بإنجاز محدد، في كل عام، على مستوى الطرق في البلد.

في المغرب، لا تكاد تقطع عدة كيلومترات، على طريق رئيسى، إلا وتفاجأ بمحطة الرسوم في مواجهتك.. ويسمونها عندهم محطة الأداء.. وفيها تدفع مرة بعد مرة، إذا قطعت مسافة كالتى بين القاهرة والإسكندرية مثلاً، ويصل إجمالى ما تدفعه، كقائد سيارة، في مسافة كهذه، إلى ما يوازى 60 جنيهاً تقريباً، ولا استثناء لأحد، ولا لجهة في دفع الرسوم!

يميزهم في المغرب أنه لا استثناء فعلاً لأى جهة، وإذا كانت الجهة جهة حكومية، أو حتى سيادية، فإن سائقيها يدفعون من خلال كارت مدفوع مقدماً.. ثم يميزهم أيضاً في المغرب أن هذه الرسوم المرتفعة تبدو مصروفة بكاملها على الطريق، ويبدو الطريق.. أي طريق.. مريحاً للمسافرين عليه، إلى حد لافت بالفعل!

وبطبيعة الحال، فإن الطرق ليست للمسافرين من أبناء البلد فقط، لأن أي استثمار يفكر في الذهاب لأى بلد، يفكر أول ما يفكر، فيما إذا كانت الطرق في البلد الذي يفكر في الذهاب إليه، سوف تسعفه وهو يتحرك، وينقل ما ينتجه بسهولة، أم أنها سوف تعطله، وتضيع وقته، وتبدد جهده؟!

شبكة الطرق، التي يضعها الرئيس ضمن أولويات العمل عنده، مهمة للغاية، ولابد أن نساعده في إنجازها، وأن نشكر له أنه فكر فيها، وتمسك بها، ولايزال.. وإذا كنت أطالب الرئيس بشىء هنا فهو أن يوجه أجهزته إلى العمل على الشبكة القديمة بالتوازى، لأنها تهالكت وصار حالها مأساوياً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية