x

سليمان جودة نحن والمغرب.. والشمس! سليمان جودة الأحد 24-07-2016 21:37


أين نحن من إنتاج الكهرباء من طاقة الشمس؟!.. سؤال أجده أمامى، كلما وجدت نفسى فى المغرب الذى بدأ، فى شتاء هذا العام، مشروعاً لإنتاج طاقة الشمس، سوف يجعله، فى عام 2018، أكبر منتج للطاقة من هذا النوع فى العالم!.

فى مرات سابقة، كنت أطرح السؤال نفسه على أنفسنا، ولم يكن المغرب قد بدأ رحلة إنتاجه بعد.. غير أن الأمر فى هذه السنة اختلف تماماً، لأنهم، فى فبراير الماضى، افتتحوا المرحلة الأولى من مشروع ضخم لإنتاج الطاقة الشمسية فى مدينة «ورزازت» على حافة الصحراء عندهم، وفى عام 2018، سوف تكتمل مراحل المشروع الأربع، وسوف يكون المغرب، عندئذ، وعلى حد وصف تقارير من البنك الدولى: قوة شمسية عظمى!.. وسوف تكون الطاقة الخارجة من مراحل المشروع الأربع، عند اكتمالها، كافية لإمداد مليون ومائة ألف مواطن مغربى بحاجتهم من الكهرباء.

أين نحن مرة أخرى؟!.. فالشمس تطلع على المغرب 300 يوم فى السنة، وأظن أنها لا تغيب عنا يوماً واحداً بامتداد العام كله، بما يعنى أن عندنا شمساً مشرقة أكثر، وحارقة أكثر وأكثر فى أشهر الصيف، ثم بما يعنى، أيضاً، أن عندنا فرصة أكبر لأن ننتج طاقة نظيفة من الشمس، لا تلوث بيئة، ولا تضر بصحة الإنسان، ولا تمثل تهديداً محتملاً علينا من أى نوع، شأن طاقة محطة الضبعة مثلاً، التى تظل تمثل، بخلاف أخطارها المحتملة، تكلفة أعلى، بل إنها باهظة التكلفة إذا حسبناها مادياً وفقط، ثم قارنا بينها وبين محطات تنتج الكمية نفسها من طاقة الشمس!.

والذين يقطعون الطريق الدائرى، على سبيل المثال، سوف يلاحظون أن لوحات إنتاج الطاقة الشمسية تعلو أعمدة كهرباء كثيرة على الطريق، والذين يتابعون الملف فى مجمله سوف يقرأون، يوماً بعد يوم، عن أن ديوان محافظة هنا ينتج الكهرباء من الشمس، وعن أن شركة من شركاتنا هناك تنتجها أيضاً، وهذا معناه أن المبدأ لدينا موجود، ولكن ينقصه أن يتحول من مجرد مبدأ إلى نظام متكامل لإنتاج حجم من هذه الطاقة، يليق بنا، ويتناسب مع حجم الشمس الطالعة علينا فى كل صباح، ويواجه احتياجاتنا المتصاعدة من الكهرباء، ثم، وهذا هو الأهم، يقلل من مخاطر قائمة بطبيعتها فى إنتاج الكهرباء من المحطات النووية!.

الذين يؤسسون لإنتاج كميات كهرباء هائلة من طاقة الشمس، كما يفعل القائمون على هذا الأمر فى المغرب، أشبه بالذين يحجون فى أوان الحج، والذين يصممون مثلنا على إنتاج الكهرباء من المحطات النووية، مع وجود بدائل آمنة لها، أقرب إلى الذين يحجون، والناس عائدون من الحجاز!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية