x

سليمان جودة «خطّاب».. وفاروق حسنى! سليمان جودة الجمعة 22-07-2016 21:36


منعنى السفر إلى المغرب من حضور حفل ترشيح الوزيرة مشيرة خطّاب مديراً لمنظمة اليونسكو فى باريس، وقد كنت طوال عام وأكثر، أتابع معها تصميمها ليس على أن تفوز هى بهذا المنصب الدولى الرفيع، عندما يأتى أوان انتخاباته فى أكتوبر من العام المقبل، وإنما تصميمها عند الدعوة لنفسها داخل مصر وخارجها، على أن تقول إنه إذا كانت دولة فى العالم أحق بإدارة اليونسكو فى العاصمة الفرنسية، فهذه الدولة هى مصر!

فاليونسكو هى إحدى منظمات الأمم المتحدة المنتشرة فى العالم، وتختص بثلاثة ملفات لا رابع لها: التربية، والثقافة، والعلوم.

وقد يكون حال الملفات الثلاثة عندنا، هذه الأيام، ليس على ما يرام، ولكن لا أحد يستطيع أن يجادل فى أن بلداً لم يمنح الدنيا تربية، وثقافة، وعلوماً، بمثل ما منحتها مصر على مر تاريخها!

ولابد أن مثل هذا المعنى هو مدخل دائم، وثابت، فى كل لحظة تريد فيها مرشحتنا أن تقدم أوراق اعتمادها للذين قد يتساءلون خارج البلد: لماذا مصر.. ولماذا مشيرة خطّاب دون غيرها؟

أما لماذا مصر، فلقد أشرت سريعاً إلى المسوغات.. وأما لماذا «خطّاب» فعندها من السيرة الذاتية، سفيرة، ووزيرة، ومهتمة بملفات المنظمة، ما يجعل أى صوت موضوعى، لدى أى بلد فى أرجاء الأرض، يذهب إليها دون سواها من المرشحين.

وإذا كان لنا أن نتذكر شيئاً الآن، فهو أن الفنان فاروق حسنى، كان من المفترض أن يكون جالساً الآن، فى المقعد الذى تجلس عليه إيرينا بوكوفا، مديرة المنظمة حالياً، لولا أن أطرافاً فى العالم يعرفها هو جيداً، قد وقفت وقت الانتخابات فى باريس، قبل خمس سنوات، ليس ضد أن يكون فاروق حسنى فى هذا المكان، ولكن ضد أن يكون مصرى تحديداً.. أى مصرى.. موجوداً حيث تواجدت وتتواجد بوكوفا!

موقع مدير اليونسكو ليس مجرد إدارة لمنظمة كبيرة فى فرنسا.. ولكنه سياسة فى المقام الأول، وفى المقام الأخير، وقد كانت كل الأسباب تجعل «حسنى» مديراً دون منازع، وتجعل المنصب من نصيبنا دون منافسة، لولا أن تكالبت أسباب كثيرة لتحول دون أن يكون فاروق حسنى، ونكون نحن، كبلد، هناك!

ولست أريد شيئاً من الوزيرة خطّاب، ولا من الذين سوف يعاونونها فى إدارة معركتها حول العالم، إلا أن ينصتوا جيداً إلى الوزير فاروق، فعنده ما يجعلنا نتجنب الوقوع فى أخطاء الطريق، وعنده تجربة تملأ عدة كتب، لا كتاباً واحداً، ثم إن أمثالنا الشعبية تنصحنا، عن تراكم صادق فى الخبرة، أن نسأل المجرب قبل أن نسأل الطبيب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية