x

محمد حبيب ليس لديكم شجاعة الاعتراف! محمد حبيب السبت 23-07-2016 22:00


بعد إعلان خروجى من الجماعة فى منتصف يوليو ٢٠١١، لم أشأ أن أكتب شيئا فيه تعريضا بها، أو بقياداتها.. وقد صبرت على ذلك عدة أعوام، لكن الأخطاء تكررت، وقيادات الجماعة لا تتعلم، أو بالأحرى لا تريد أن تتعلم.. لم يكن ممكنا أن نغض الطرف عن هذه الأخطاء، فقد طالت سلبياتها كل شىء، وهو ما دعانى إلى كتابة سلسلة من المقالات، تناولت فيها الأخطاء التى وقعت فيها قيادات الجماعة، سواء قبل الوصول إلى الحكم أو أثناء توليها إياه أو بعد سقوطها..

وقد قصدت من وراء ذلك عدة أمور؛ أولها: لفت أنظار الإخوان إلى تلك الأخطاء، كى يأخذوا منها الدروس والعظات والعبر، وحتى يتعرفوا على الأسباب الحقيقية التى أدت إلى فشلهم فى حكم مصر.. لقد كانوا يخططون للبقاء فى الحكم قرونا، فإذا بهم يسقطون سقوطا مدويا بعد عام واحد فقط، وبدلا من أن يعكفوا على دراسة أسباب السقوط فى روية وهدوء، ولماذا ثارت الجماهير عليهم فى ٣٠ يونيو، إذا بهم يحشدون الجموع فى رابعة والنهضة، ويعلنون الحرب على الشعب والجيش والشرطة..

لقد كانت أمامهم فرص كثيرة للمراجعة والتصحيح لكنهم أضاعوها.. وكانت مسألة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مهمة للغاية، لإنقاذ مصر من الانزلاق إلى هاوية العنف والحرب الأهلية من ناحية، ولإثبات أنهم أهل للديمقراطية من ناحية ثانية، لكنهم ركبوا رؤوسهم ولم يكن لديهم الوعى بطبيعة المرحلة.. وعلى الرغم من أنهم تركوا مدة ٤٨ يوما، إلا أنهم لم يستمعوا للنصح والتحذير من مغبة ما يفعلون.. ثانيها: أن إبراز هذه الأخطاء اليوم هو أمر مقصود، فقيادات الجماعة كانت طوال تاريخها تؤجل عمليات التقويم (وبالتالى التصحيح) إلى ما بعد الانتهاء من المحنة التى تمر بها، فإذا انتهت المحنة نسيت الجماعة كل شىء، وهو ما أدى إلى تراكم الكثير من الأخطاء.. لذا، إن لم تصحح الجماعة أخطاءها اليوم قبل الغد، فلن تصححها أبدا، ثالثها: أن يكف الإخوان عن رفع لواء «الكربلائية» أو «المظلومية» والاختفاء خلفها، وأن تكون لديهم الشجاعة لمواجهة أنفسهم، وهذه هى الخطوة الأولى للتصحيح..

لقد كان فى أيديهم كل شىء؛ رئاسة الجمهورية، والحكومة، والمحافظين، ورئاسة الأحياء، فضلا عن أغلبية المجلس التشريعى، ومن ثم فلا عذر لهم.. لقد كان مبارك رئيسا منتخبا وثار عليه الشعب فى ٢٥ يناير وأجبره على التنحى.. وكان مرسى رئيسا منتخبا وثار عليه الشعب فى ٣٠ يونيو..

وقد انحاز الجيش فى كلتا الحالتين إلى الشعب، ومن ثم فلا داعى للزعم الكاذب بأن هناك انقلابا قد حدث.. كونوا صرحاء واعترفوا أن انتهازيتكم غلبتكم فى كل المراحل، فقد عقدتم تفاهمات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة كى تتمكنوا من الوصول إلى السلطة، بل والاستفراد بها ومحاولة الاستحواذ على كل شىء.. ورابعها: توثيق التاريخ من إنسان عاش أخصب سنوات عمره داخل الجماعة ووصل فيها إلى أعلى المناصب، حتى لا تسقط الحقائق أو تشوه..

لقد وثق المولى عز وجل فى كتابه العزيز الحوار الذى جرى بينه وبين الملائكة عن خلق آدم عليه السلام، والحوار الذى تم بينه سبحانه وبين إبليس..

أيضا، وثق الله جل وعلا دعوات الأنبياء والرسل الكرام، فضلا عن الحوارات التى وقعت بينهم وبين أقوامهم.. بل إنه سبحانه وثق حادثة عبدالله بن أم مكتوم، وكيف أن الله تعالى عاتب فيها النبى (صلى الله عليه وسلم) عندما أعرض عنه، كما جاء فى مقدمة سورة عبس.. والأشد من ذلك، توثيقه تعالى لحادثة الإفك، التى أوشكت أن تعصف بالمجتمع الوليد فى المدينة، حيث كانت فرصة لأهل النفاق كى يخوضوا فى عرض السيدة عائشة، زوج النبى وأم المؤمنين (رضى الله عنها)، لولا أن الله سبحانه أنزل براءتها من فوق سبع سماوات، وأنزل بسببها سورة النور وما تضمنته من أحكام لصيانة المجتمع المسلم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية