x

طارق الشناوي مأمون ومرقص وكوهين طارق الشناوي السبت 25-06-2016 22:17


دخل مسلسل (مأمون وشركاه) إلى منطقة ملغومة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا ونفسيا عندما تعرض للأديان الثلاثة فى عمل فنى متهافت لا قوام له، وكأنه يواصل الجزء الثانى من (حسن ومرقص)، بنفس الطريقة الهندسية الفجة التى اتبعها فى الفيلم السينمائى بين المسلم والمسيحى، ولكنه أضاف هذه المرة اليهودى ليصبح (مأمون ومرقص وكوهين) وربما قبل نهاية رمضان يدخل فى اللعبة أيضا البوذى.

نعيش فى مجتمع كاذب يدعى التسامح بينما يمارس بأريحية منقطعة النظير كل أنواع التعصب، كان أجداده يرددون (موسى نبى عيسى نبى محمد نبى وكل من له نبى يصلى عليه)، لكنه الآن لا يرى سوى أن عقيدته كمسلم تجب باقى العقائد وأن الجنة له وحده، على الجانب الآخر فإن المسيحى أيضا بات أكثر حساسية فى التعامل مع المجتمع المحتقن، وهكذا كما غضب المسلمون المتزمتون من المسلم المتعصب، غضب أيضا الأقباط من تقديم الشخصية المسيحية باعتبارها منفلتة أخلاقيا حتى ولو كانت أوروبية، وهكذا صار الأمر سجالا وتناحرا بين عقيدتين. قد يعبر المسلسل هذا المأزق، ولكن من الواضح أنه سيضرب بعدها رأسه فى الحائط عندما يصل إلى فكرة التصالح مع إسرائيل، أو على أقل تقدير سيضرب طرقات على هذا الباب الشائك ليس مع اليهودية كديانة لأنه من المفروض أن نتسامح مع كل الأديان سماوية وغير سماوية، ولكن مع إسرائيل كدولة خاصة وأن العائلة اليهودية سوف تتوجه من القاهرة إلى تل ابيب.

القالب الكوميدى يستوعب كل هذه الأفكار، فهو الأقرب لروح الشارع ولكن هناك فرق، الكوميديا شاهدناها فى الأفلام التى واجهت التطرف مثل (الإرهاب والكباب) و(طيور الظلام) و(المنسى) لوحيد حامد وشريف عرفة أو(الإرهابى) للينين الرملى ونادر جلال، بينما الخلطبيطة فى (مأمون وشركاه) ليوسف معاطى ورامى إمام كانت هى سيدة الموقف.

أرى شخصية أرشيفية من المحفوظات العامة للمسلم الانتهازى المتطرف فهى تبدو أقرب إلى ملامح الكارتون.

المسلسل هزيل إبداعيا وليس هزليا لأن الهزل قالب فنى بينما ما نراه مجرد شخبط شخابيط، يوسف يكتب بطريقة أقرب إلى (الإسكيتش) الكوميدى يشبه ما كان يقدم فى البرنامج الإذاعى القديم (ساعة لقلبك)، ولهذا تغيب الرؤية ثقافيا واجتماعيا وسياسيا.

عادل بطبيعة خضوعه المطلق للدولة لا يتبنى سوى فكر السلطة، مثلما حدث فى فيلم (السفارة فى العمارة) الذى كان يتناول السلام البارد مع إسرائيل فى زمن مبارك، الآن تغير المؤشر وصرنا نتابع بعض تلميحات رسمية فى زمن السيسى تدعو للمصالحة، لو انحاز عادل إليها سيضحى برجل الشارع الذى يقبل على المسلسل بحكم العيش والملح مع عادل إمام، ولكن لو أوغل عادل فى الدعوة للتطبيع سيكفر الجمهور بالعيش والملح!!

خارج النص

■ نيللى كريم تُقدم الدور الصحيح فى المسلسل الخاطئ، لو حسبتها فقط فنيا لقلت لك بضمير مستريح إنه الدور الأصعب فى المعايشة والأداء، القائم على رد الفعل الداخلى ووصلت نيللى للقمة، ولكنى أضيف بضمير مستريح أيضا أن المسلسل أفتقد أى قدرة على الجذب فدفعت نيللى الثمن.

■ هذه المرة أنستنا صابرين لأول مرة حكاية الباروكة التى ترتديها بأسلوب كاريكاتورى فوق الحجاب، صابرين فى (أفراح القبة) كانت ترتدى الشخصية الدرامية فوق الباروكة والحجاب.

■ قاطرة سمير غانم الكوميدية نفد وقودها، صار أداؤه منزوع الضحك وكأنه يستجدى الجمهور (اللى يحب النبى يزق).

■ لو استسلمت لما يقوله كل نجم أو نجمة عن كثافة مشاهدة أعماله لأيقنت أن لدينا 10 أسطورة و20 (أسطورات)!!

■ من الواضح أن محمد رمضان فى طريقه لكى يُصبح مع نهاية المسلسل الحاج ناصر (متولى)، تزوج ثلاثا ويستعد للرابعة.

■ مى عمر فى دور (شهد) هى نقطة الضعف التى سيدفع ثمنها زوجها مخرج (الأسطورة) محمد سامى، مثلما دفع قبل عدة سنوات المخرج محمد فاضل ثمن خضوعه لسطوة فردوس عبدالحميد، عندما تدخل العواطف باب الاستديو يهرب الفن مباشرة من الشباك.

■ اربطوا الأحزمة من الآن، إلهام شاهين أعلنت استعدادها وفريق العمل لتقديم جزء سابع من (ليالى الحلمية) ولقد أعذر من أنذر!!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية