x

طارق الشناوي رامز محرم شرعاً طارق الشناوي الخميس 23-06-2016 21:47


هل صارت الشريعة الإسلامية نحدد من خلالها ما نراه فى التليفزيون، وبالتالى نتجنب فى رمضان المسلسلات والبرامج الحرام بل ولا نقترب من الشبهات.

لو صح أن دار الإفتاء قد أصدرت بيانا قالت فيه إن ترويع الناس حرام شرعا حتى ولو كان على سبيل المزاح، فيصبح فى هذه الحالة حرام أيضا كل من يشاهد هذه البرامج، وهكذا توجهت أنظار الناس لتحريم برامج المقالب وتحديدا رامز.

لم تكن المرة الأولى التى تتعرض فيها الأعمال الفنية للرؤية الشرعية، بين الحين والآخر تنتشر هذه الأقاويل، سبق أن بدأ بعض الفنانين تبادل التحذير من الزواج فى المسلسلات والأفلام لأنه حرام، استنادا لحديث عن النبى عليه الصلاة والسلام تم ترويجه عن الزواج بما معناه (جده جد وهزله جد أيضا)، وعلى هذا فسرها البعض بأنه لا يجوز عقد قران البطل والبطلة فى الأعمال الفنية لأن هذا يعنى زواجا شرعيا.

أتذكر أن حسن يوسف عندما قال له الشيخ الشعراوى هذا الحديث قبل ربع قرن، رد عليه له مازحا (على كده يا مولانا يبقى أنا اتجوزت نصف نجمات مصر على شمس البارودى)، أجابه الشعراوى طالما أصبحت تعلم من الآن فإن كل الزيجات القادمة ستحسب عليك ولكن من فات مات. الغريب فى الأمر أن حسن يوسف قبل 6 سنوات خالف وصية الشعراوى وتزوج من غادة عبدالرازق فى مسلسل (زهرة وأزواجها الخمسة).

ما رأيكم أن تتسع الدائرة لنرى مثلا كيف أن أغلب النقابات الفنية فى مصر ترفع شعار تطبيق القواعد الأخلاقية والدينية على الأعمال الفنية، سوف تلمح دائما أن من يتصدر المشهد هو مولانا هانى شاكر نقيب الموسيقيين ومولانا أشرف زكى نقيب الممثلين، إلا أن هذه المرة لن يستطيع أشرف أن يهدد ويتوعد أعضاء النقابة، والسر أنه وزوجته روجينا شاركا رامز جلال فى البرنامج، واكتشفنا بعدها صحة مقولة خالد الذكر اللمبى (الجنيه غلب الكارنيه)، حيث إن هذه البرامج تدفع الكثير من أجل استقطاب الفنانين، وهكذا لحس النقيب بيانه الذى أصدره فى العام الماضى وهو يشجب تلك البرامج كما تناسى أنه صار قبل نحو عام عميدا لمعهد المسرح وكونه شرب مقلبا فهذا يتناقض تماما مع وقار المنصب.

برغم سخافة هذه البرامج سواء(رامز بيلعب فى النار) أو (هانى فى الأدغال) أو (مينى داعش)، إلا أن مثل هذه الأمور تعالج أساسا بالانتقاد وليس بالمصادرة الشرعية ولا حتى القانونية. هناك خطورة لو فتحنا الباب للرأى الشرعى، فهل مثلا لو سأل أحدهم دار الإفتاء عن وجود خمر فى مسلسل (مأمون وشركاه) وكيف لم يعترض عادل أمام صاحب البيت، وقتل يسرا لطبيبها فى (فوق مستوى الشبهات) وخيانة وجنس ورقص (أفراح القبة) من منى زكى ورانيا يوسف وصابرين وجمال سليمان وإياد نصار، ما الذى ننتظره من دار الإفتاء لو سألتها الرأى. بديهى أن تُصبح قناعة المؤسسة الدينية أزهر أو كنيسة هو المصادرة، بل حتى من نطلق عليهم شيوخ الاستنارة مثل محمد الغزالى نكتشف أنه هو الذى كتب تقريرا لمصادرة رواية نجيب حفوظ (أولاد حارتنا) والتى منع طبعها فى مصر فى زمن عبد الناصر بسبب تلك الفتوى، بل إن من حاول اغتيال نجيب محفوظ استند إليها، ومن اغتال فرج فودة استند أيضا لفتوى أخرى للغزالى، وتتعجب أن الشيخ خالد الجندى ود. سعاد الصالح المصنفين فى قائمة الاستنارة، يعترضان على أغنية شادية (غاب القمر يا بن عمى) لأن شادية خرجت مع ابن عمها فى أنصاص الليالى بدون محرم، وأغنية (على حسب وداد) لعبد الحليم بسبب مقطع (لا ح أسلم بالمكتوب).

التحريم الدينى للمسلسلات والأفلام والأغانى والبرامج لن يُبقى على شىء حتى الأغانى الوطنية لو وضعتها تحت مجهر الدين ستمنع من التداول، عبدالوهاب مثلا يغنى (حب الوطن فرض عليه)، وإسلاميا الفروض خمسة ليس من بينها بالطبع حب الوطن.

نخسر جميعا لو فتحت دار الإفتاء أبوابها لتقييم الفنون برؤية شرعية، فما لقيصر لقيصر وما لله لله!!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية