أثبت المنتخب الإيطالى (الآزورى)، أى الأزرق، وجوده وكشر عن أنيابه فى نهائيات كأس الأمم الأوروبية الحالية بعد أن قدم عروضاً قوية بعد فوزه بأول مباراتين فى مجموعته على بلجيكا، المصنف فى المركز الأول عالميا، ومن بعده السويد، بقيادة نجمها الهداف إبراهيموفيتش، وضمن الوصول إلى دور الستة عشر قبل لقائه الأخير مع أيرلندا، مؤكدا فوزه بمجموعته فى التصفيات دون هزيمة واحدة برصيد 24 نقطة، ويعود الفضل الأول إلى مديره الفنى أنطونيو كونتى (48 سنة)، الذى بدأ مشواره كلاعب فى أندية إيطالية مغمورة حتى انتقل إلى يوفينتوس ولعب بألوانه من 1991 حتى اعتزل 2004، مثله خلالها فى 295 مباراة، مسجلاً 29 هدفا، وقاده للفوز بخمس بطولات للدورى، كما شارك مع المنتخب فى 20 مباراة مسجلا هدفين، وبعد اعتزاله اتجه للتدريب وتولى مسؤولية أندية بارى وأطلانطا وسيينا، ثم عاد إلى ناديه يوفينتوس لثلاثة مواسم، حقق خلالها الفوز بالدورى ثلاث مرات، محققا فى سنته الأخيرة رقما قياسيا فى تاريخ الدوريات الأوروبية، حين حصد 102 نقطة بنهاية الدورى.
وقد حصل كونتى على جائزة أحسن مدرب إيطالى مرتين، وفى عام 2014 لبى نداء اتحاد الكرة ليتولى منصب المدير الفنى، مضحيا براتب النادى الذى وصل إلى 4 ملايين يورو سنويا، وقبل أن يتقاضى نصفه لقاء تدريب المنتخب، حيث وضع اتحاد الكرة سقفا للمدير الفنى قدره 2 مليون يورو سنويا، سيعوضها كونتى بعد موافقته على تدريب نادى تشيلسى الإنجليزى بعد نهاية كأس الأمم براتب وصل إلى 5 ملايين إسترلينى.
ومن الناحية الفنية فإن كونتى يعشق طريقة 3/5/2، وهى نفس الطريقة التى سار عليها جوزيه الأهلى وحسن شحاتة مع المنتخب المصرى، ويطبقها فى كل لقاءاته اثنان من المهاجمين المدعومين من قبل لاعبى خط الوسط وثلاثة مدافعين فى الخلف مع لاعبين على الأطراف، وقد اعتمد لتنفيذ هذه الطريقة على خماسى يوفينتوس كيلينى وبونوتشى وبارزالى فى الدفاع، وخلفهم الحارس المخضرم بوفون، وفى الوسط صانع الألعاب دى روسى، نجم روما، مع الاستعانة بالمحترفين فى الخارج بيليه (ساوثهامبتون)، وبارميان (م يونايتد)، وموتا ( باريس سان جيرمان)، وهى طريقة عكس القاعدة الشهيرة التى تقول إن أفضل طريقة للدفاع هى الهجوم، مع استغلال الهجمات المرتدة بطريقة سريعة، ومن تمريرات قليلة لتسجيل الأهداف، والأهم أن كونتى يتميز بقوة الشخصية ونشر الحب بين اللاعبين ومنحهم الثقة، وهو ما يتمثل فى وقوفه على الخط طوال أى مباراة وينفعل ويصدر تعليماته طوال اللقاء لشد أزرهم وتصحيح أخطائهم، وهناك أكثر من ملاحظة من خلال متابعتى للنهائيات الأولى تسجيل أكثر من هدف خلال الوقت المحتسب بدل الضائع، أما الثانية فهى انتشار اللاعبين ذوى البشرة السمراء فى الغالبية العظمى من المنتخبات الأوروبية حتى طالت منتخبات فرنسا وإنجلترا والسويد وويلز وألمانيا وبلجيكا والنمسا، وربنا يزيد ويبارك.