كان قرار السيدة صفاء حجازى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، جريئاً وسريعاً باستبعاد شوبير والطيب من الظهور على شاشات تليفزيون وإذاعة الدولة بعد الهجوم الذى شنه شوبير على المعلق أحمد الطيب، بسبب التعليقات التى تفوه بها خلال تعليقه على مباراة الزمالك وإنبى الأخيرة، وعلى العكس، أصدرت غرفة صناعة الإعلام، التى تحولت إلى غرفة هدم الإعلام، قراراً ضعيفاً بإيقاف الاثنين لمدة أسبوع، عقاباً على الاشتباك الذى حدث بينهما من خلال استضافتهما فى برنامج وائل الإبراشى على قناة دريم، والذى انتهى بفضيحة جديدة شاهدها الملايين على الهواء مباشرة، وكان أغرب تعليق من جانب مسؤولين فى قناة «صدى البلد»، أن شوبير كان ضيفاً على قناة أخرى ولم يرتكب أى خطأ على قناتنا، وأن قرار الغرفة هو مجرد توصية وليس إجبارياً! أما مسؤول قناة دريم فقد علق بأن القناة اعتذرت للمشاهدين، وهو أقصى ما يمكن فعله، ولا يمكن محاسبة مذيع برنامج على ردود أفعال ضيوفه!
مما يدل على أن الغرفة والقنوات التابعة لها لا يهمها جرح شعور المشاهدين ونشر الفتنة والفوضى والألفاظ الخارجة، وهمّها الأول والأخير هو ملايين الإعلانات التى سيطرت على كل البرامج، وهو ما يؤكد أن زواج الإعلام بالإعلان باطل، وفى رأيى الشخصى أن الثلاثى هم السبب الرئيسى فى انفجار الفضيحة: الإبراشى كان يعلم جيداً تدهور وتوتر العلاقة بين ضيفيه وصمم على استضافتهما للصلح كما ادعى، كما أن أسئلته كانت مستفزة وترك الضيفين فى توجيه الاتهامات لبعضهما دون تدخل، أما «شوبير» فقد وقع فى خطأ فادح باتهام «الطيب» دون إثبات بأنه إخوانى ويشارك بحكم عمله فى أجندة قطرية، كما أعتب عليه استمراره فى تشويه سمعة الضيف الآخر، وأنه ساعده للوصول إلى منصبه الحالى كمعلق فى التليفزيونين المصرى والقطرى، أما تعليقات «الطيب» على الاتهامات الموجهة إليه، فكانت هى الأخرى مستفزة من خلال اتهام «شوبير» أكثر من مرة بالكذب والبعد عن الحقيقة..
ورغم سخونة الحلقة، كان «الإبراشى» متمتعاً بالهجوم المتبادل، وكان من الأولى به المطالبة بفاصل إعلانى لتهدئة ضيوفه، كما كان من الضرورى على «شوبير» أن ينسحب من الاستوديو، إلا أن عصبيته خانته وحدث الاشتباك المتوقع على الهواء مباشرة، والأدهى والأمرّ أن «الإبراشى» ظهر فى اليوم التالى ليبرر أخطاءه، بينما طنّش «شوبير» ولم يعتذر عما اقترفه وكأن شيئاً لم يكن، وهو استخفاف بعقول المشاهدين.. مما سبق أصبح من الضرورى سرعة إصدار ميثاق شرف للإعلام، مع غربلة كل مقدمى برامج «التوك شو» والمعلقين والمراسلين، وتكوين لجنة من الخبراء لاختيارهم من أجل وضع قواعد مهنية واضحة لعودة المصداقية المفقودة من أجل إعلاء مصلحة الوطن قبل أى شىء آخر، وربنا يهدى النفوس ورمضان كريم.