x

علي والي العبرة بالنتائج فى زيادة الناتج القومى أو الصادرات علي والي السبت 21-05-2016 21:47


بماذا تنصح دولة مثل المغرب أو نيجيريا أو فنزويلا أو السعودية أو أى دولة نامية فى العالم عدد سكانها أكثر من ٢٠ مليون مواطن؟ إذا أتيحت لى الفرصة سأنصحهم جميعا بالتركيز على زيادة الصادرات، والتى معظمها تأتى من الصناعة بالتالى.

سأنصحهم بإعطاء الأولوية القصوى للتركيز على الصناعة. وفى أى قطاع ستنصحهم؟ سأنصحهم بالتركيز فى ٤ قطاعات محددة: الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، لخلق عدد كبير من أرخص فرص العمل فى العالم (٥٠ ألف جنيه تكلفة فرصة العمل)، الصناعات الغذائية للاستفادة من وجود القطاع الزراعى ولتطويره، البتروكيماويات لخلق قاعدة صناعية من منتجات البلاستيك وغيرها، وأخيرا الإلكترونيات لفتح الباب للنهوض بالصناعات المعقدة فى المستقبل مثل تصنيع الماكينات والمعدات.

ولماذا لن أنصحهم بالسياحة رغم أنه من الممكن أن يكون القطاع الرابح لأى منهم؟ لأن السياحة ستتحقق فى أى وقت وبسرعة مادام التمويل والقوانين موجودة، ولكن الصناعة قطاع صعب ويحتاج تضافر كل المجهودات.

النصيحة واحدة للجميع، والقطاعات التى يجب التركيز عليها أيضا واحدة، وطريقة التنمية شبه واحدة. والأمثلة واضحة: الصين، كوريا، اليابان، ألمانيا. وتوجد دول أخرى فى طريقها للنمو: تركيا، فيتنام، والهند.

لماذا تفشل الدول فى تنمية الصناعة؟ لأنها تعتبرها قطاعا مهما مثل الباقى وليس القطاع الأهم. فتصرف ميزانيتها فى أشياء مهمة أخرى ولكنها غير مرتبطة بتطوير الصناعة. هل نفعل ذلك؟ نعم. مثل: تطوير مترو الأنفاق فى القاهرة، أو الطرق التى لا تخدم الصناعة مثل طريق القاهرة- العلمين. هل هو طريق مهم؟ طبعا. ولكن بتكلفته كنا قد طورنا طرقا وأراضى صناعية، وفتحنا مراكز للتدريب الفنى، وأعطينا حوافز التصدير، وبها كنا حققنا إيرادات ضريبية، وكنا أنشأنا هذا الطريق بعد سنتين من الآن.

كل شىء مهم. ولكن تنجح الدول فى وضع أولويات مرتبطة بتطوير الصناعة وزيادة إيرادات الدولة، وتفشل الدول الأخرى فى تنفيذ المشاريع المهمة التى لا تضيف إلى إيرادات الدولة. ومن قال إن هذا المشروع يحقق أكثر من ذلك؟ علينا بعمل الحسابات وتحديد الترتيب الاقتصادى والسياسى والأمنى والاجتماعى لكل مشروع، وتحديد ترتيب واضح.

فمثلاً العاصمة الجديدة يتم تقييمها من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالمقارنة بالمشاريع الأخرى، ويتم وضع ترتيب واضح للجميع. ممكن أن تكون مهمة من الناحية السياسية، ولكن ليس من الناحية الاقتصادية. فنفس التمويل للعاصمة الجديدة أو لخط مترو ممكن، لو تم استخدامه فى مشروع آخر يحقق عائدا اقتصاديا أكبر للدولة.

هل نقارن كل المشاريع ببعض من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كما تفعل الدول المتقدمة أو كما تفعل الشركات العالمية فى كل مشاريعها؟

فمثلاً شركة شل العالمية تتبع منهج الـTECOP والـvalue engineering.

الإجابة: نحن لا نتبع نفس أسلوب المقارنة بأسلوب منهجى واضح.

ما هو الدليل على ذلك؟ سببان: الأول أنه ليست لدينا الكفاءات القادرة على عمل ذلك داخل الجهاز الحكومى، والثانى أن العبرة بالنتائج، ونحن لا نحقق نمواً أعلى من ٨٪‏‏ فى الناتج المحلى الإجمالى (نحقق 4.2٪‏ فقط) ولا نحقق زيادة فى الصادرات، (حققنا ٢٢ مليار دولار العام الماضى بالمقارنة بـ١٥٠ مليار دولار لفيتنام، و٢٣٤٠ مليار دولار للصين.. نعم ١٠٠ ضعف ما حققته مصر رغم أن عدد سكانها ١٥ ضعفاً فقط).

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية