x

علي والي كيف يمكن أن ينجح المحافظ فى مصر؟ علي والي الخميس 12-05-2016 21:29


من أسباب تفوق الصين ونمو صادراتها من 18 مليار دولار عام 1980 «نفس حجم صادرات مصر الآن»، إلى 91 مليار دولار عام 1993، إلى 195 مليار دولار عام 1999، إلى 2342 مليار دولار عام 2014، اتباعها خطة ملزمة تتبع أعلى سلطة بالدولة ولا تتغير بتغير الوزراء «نحن لا نفعل ذلك»، واتباعها خطة مبنية على زيادة الصادرات «نحن لا نفعل ذلك»، وفهمها أن الصادرات مصدرها الأساسى هو الصناعة «نحن لا ندرك ذلك»، لدرجة أن 94% من صادراتهم الآن صادرات صناعية، وفوق كل ذلك أعطوا المحافظات حرية الحركة.

ماذا فعلوا لكل محافظة؟ فى عام 1993 أصدرت اللجنة العليا للإصلاح والتغيير National development and reform commission أو المسماة «الوزارة السوبر» تعديلات لتشجيع المحافظات عن طريق ترك جزء من إيرادات الضرائب مع المحافظة وإعطائها حرية الحركة للمنافسة وإنشاء الشركات، فأنشأت المحافظات كل أنواع الشركات، خاصة لتطوير الصناعة. لماذا؟ لأن «الوزارة السوبر» التى بها 890 كفاءة كانت توجهها إلى القطاعات التى يجب التركيز عليها.

تركت الحكومة المركزية لكل محافظة التالى: 25% من إيرادات ضريبة المبيعات «أو القيمة المضافة»، و40% من إيرادات ضرائب الدخل على الأفراد وأرباح الشركات، و100% من الضرائب الصغيرة مثل الضرائب العقارية، فمثلا إذا كانت حصيلة ضريبة المبيعات 100 يوان، يتم تحصيل 75 يوان للحكومة المركزية و25 يوان يتم تركها مع المحافظة.

ماذا كانت النتيجة؟ احتدت المنافسة بين كل المحافظات، وأنشئت العديد من الشركات، وتطورت محافظات أكثر من الأخرى، فمثلا محافظة جوانجدونج Guangdong بالجنوب بها 107 ملايين نسمة، وتحقق ناتجا محليا، اليوم، 1.1 تريليون دولار «تقريباً 4 أضعاف الناتج المحلى لمصر». ومحافظة شاندونج Shandong بالشمال بها 97 مليون نسمة، وتحقق 967 مليار دولار كناتج قومى.

المحافظ فى مصر لا يمتلك ميزانية لإصلاح شارع أو كوبرى متهالك، ولا يمتلك مصادر للدخل، فكما نرى الطريق المتهالك أو الخطر فهو يراه أيضاً، ولكنه لا يمتلك أدوات التنفيذ، ولا يمتلك الكفاءات القادرة على المنافسة مع كفاءات المحافظات فى الدول الأخرى.

المحافظ فى مصر لا يتم إعطاؤه خطة، ولا تتم محاسبته على خطة، فهو تتم محاسبته فقط على تنفيذ مجموعة من المشاريع البسيطة. فى الحقيقة المحافظ فى مصر لا يمتلك الأدوات، وأولى هذه الأدوات هى القدرات المالية.

فى الصين، تم حل هذه المشكلة وتقدمت الدولة، فلماذا لا نعطى المحافظ جزءاً من الإيرادات الضريبية؟

المشكلة هى أن الدولة تخسر 734 مليون جنيه يوميا «268 مليار جنيه عجزا سنويا مقسوما على عدد أيام السنة»، ولذلك فالإجابة المتوقعة: «لو هنعطى المحافظات جزء من الإيرادات نجيب فلوس منين للباقى؟».

الإجابة: أعطوا المحافظات جزءا من الإيرادات كما فعلت الصين، وجزءا أيضاً من المصروفات، وأطلقوها للبحث عن الرزق والمنافسة.

أطلقوها تجذب كفاءات لمساعدتها على النجاح، فالكفاءات أساس النجاح. الصين أنشأت العديد من الصناعات فى الستينيات من القرن الماضى وفشلت، ثم أنشأت العديد من الصناعات فى التسعينيات وبعد ذلك ونجحت. الفرق كان فى جذب الإدارة القوية والكفاءات. بدون كفاءات لا يوجد أمل لنا ولأى دولة لا تجذب الكفاءات.

يا سيادة الرئيس، نود أن نطلب من سيادتكم ترك جزء من إيرادات الضرائب مع المحافظات كما فعلت الصين فى عام 1993، وأن تطلق لها حرية تعيين الكفاءات تحت الحد الأقصى للأجور، ولكن فى برنامج بعقود مؤقتة خارج المنظومة الحكومية المعقدة، وأن تطلق للمحافظين حرية إنشاء الشركات، وستجد خلايا نحل ومنافسة فى كل مكان على أرض مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية