x

علي والي الاتجاه الرأسى للقضاء على العشوائيات علي والي الأحد 15-05-2016 21:48


طلب الرئيس السيسى، يوم الخميس الماضى، من وزير الإسكان، القضاء على العشوائيات نهائياً خلال سنتين، ووافق الوزير.

السؤال: كيف يمكن أن يحقق الهدف؟

الإجابة: ننفذ مثل ما عملته الصين.

الصين كان عندها عدد أكبر من العشوائيات التى عندنا وكانت عندهم نفس المشاكل:

- الحكومة ليس بها الميزانية الكافية للقضاء على العشوائيات (عندنا نفس المشكلة).

- ساكنو العشوائيات يريدون البقاء فى نفس المكان لأن عملهم ومدارسهم ومستشفياتهم وأقاربهم فى نفس المكان، وذهابهم لأماكن بعيدة بدون خدمات أو مواصلات يقضى عليهم مادياً (عندنا نفس المشكلة).

- لكى يستثمروا أموال القطاع الخاص، لابد أن يستفيد القطاع الخاص وتكون المعادلة رابحة «على الأقل أعلى من فائدة شهادات بنك مصر ذات الـ12.5% عائد» (عندنا نفس المشكلة).

لكى تنجح الصين فى القضاء على العشوائيات، أدخلت القطاع الخاص واتجهت رأسياً: الحى الذى به مجموعة من العمارات كل واحدة أربعة أدوار مثلاً يتم استبدالها وبناء عمارات 40 دوراً. تعطى الحكومة هذه التراخيص الاستثنائية لحل هذه المشكلة. يسكن فى أول 20 دورا قاطنو العشوائيات الحاليون فى نفس حجم المساحة التى يقطنونها حالياً (أو أكثر حسب الحسبة) وبقية الـ20 دورا يتم بيعها ويربح مستثمر القطاع الخاص (أو يسكن فى حى قاطنى العشوائيات وفى حى آخر قريب يتم بيع الشقق). المهم هو خلق مساحات للقطاع الخاص يتم عن طريقها البيع واسترداد الاستثمار وتحقيق ربحية. ويتم استغلال المساحات الخالية فى النصف بين العمارات لخلق أماكن خضراء وخدمات ومحطات للمترو وغير ذلك. ميزة الصين أن ما ينجح فى مكان يتم تعميمه فى جميع المدن. ووصل الموضوع حالياً إلى أنه عندما يعرف الصينيون عن عزم الحكومة تطوير منطقة يذهب أشخاص عاديون لشراء شقق فى العشوائيات للاستفادة من المميزات المتوقعة. فالحكومة هناك تعطى شققاً بديلة فى أماكن قريبة لاستخدامها لساكنى المنطقة كبديل طول فترة الـ2-3 سنوات لتنفيذ المشروع. وتعطى بدل عمل إذا تضرر شخص من خسارته لفرصة عمل. وتعطى منحاً تعليمية وصحية طول فترة التنفيذ. وإذا استطاعت تعطى شققاً بحجم أكبر من الشقق الأولى لساكنى العشوائيات.

النتيجة؟، أن الحكومة الصينية قلبت مشكلة العشوائيات إلى فرصة استثمارية استفاد بها الجميع.

لماذا لن ننجح فى عمل مثل ما عملوا؟، للنقص الحاد فى الكفاءات فى كل الوزارات، ولعدم وجود وزارة سوبر للتخطيط تضع خطة ملزمة للجميع كما يوجد فى الصين. نحن لا نضع خططاً ملزمة للجميع، ونتساءل بعد ذلك: لماذا لم يلتزم أحد؟!.

حسب تصريحات د. ليلى إسكندر، الوزيرة السابقة للتطوير الحضرى، العام الماضى، فإن مصر بها 40 مليوناً يعيشون فى العشوائيات ويوجد 256 منطقة يعيش المواطنون بها بعشش.

النجاح فى تطوير العشوائيات يبدأ بحل أزمة التمويل وأزمة ترك المواطنين فى أماكنهم. الصين نجحت فى إيجاد التمويل وفى ترك المواطنين فى أماكنهم مع حل المشكلة. فلماذا لا نبدأ وننفذ؟!، كفانا مستشارين ينصحون بدون تنفيذ فتدخل النصائح الدرج. مصر تحتاج لقوة تنفيذية تتعادل مع نفس كفاءة القوة التنفيذية فى الدول المنافسة، وإلا لن ننجح. لأنه ليس من المعقول أن نطلب من فريق فى الدرجة الثالثة أن يصعد ويكسب الدورى الممتاز دون كفاءات ودون إمكانيات. نحن نطلب المستحيل.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية