x

مي عزام فتش عن المرأة.. وأهل الشر مي عزام الأربعاء 27-04-2016 21:13


كلما شاهدت صورة للرئيس البوليفى إيفو موراليس تذكرت الزعيم الهندى فى فيلم الرقص مع الذئاب، الذى تنبأ بزوال زمن الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، فهو يحمل ذات الملامح الهندية الأصيلة بحكم جذوره الهندية، كما يحمل أيضا كراهية دفينة للإمبريالية الأمريكية التى كانت سببا فى إبادة عرقه وتحاول الآن استغلال بلاده.

موراليس ينتمى فكريا إلى اليسار الاشتراكى وهو قريب أيديولوجيا من كاسترو وشافيز، يذكر بفخر أن يوم مولده تزامن مع التظاهرة الاحتجاجية التى نظمها كاسترو بالعاصمة هافانا ضد «الرأسمالية الأمريكية» عام 1959.

الرجل الذى صعد من صفوف الفقراء بحكم نشأته البسيطة، عمل مزارعا مع أسرته ثم بناء وخبازا وعازف بوق حتى انخرط فى العمل النقابى والسياسى، إلى أن انتخب عضوا فى البرلمان عام 1997 ثم ترشح للرئاسة وفاز بها عام 2005.

لم يكن موراليس يملك عصا سحرية، ولكن إيمانا بحق الفقراء فى حياة كريمة، منذ البداية أعلن انحيازه لهم، فقام بتأميم عدد من الشركات الأجنبية التى كانت تعمل فى مجال النفط والطاقة والمناجم. ورفع أسعار المواد الأولية التى تصدرها بلاده إلى الخارج، وقدم مساعدات مالية كثيرة لكبار السن وشيّد مدارس ومرافق صحية واجتماعية للفقراء، وكان لهذه القرارات أثرها حيث تراجعت نسبة الفقر من 38% إلى 21 بالمئة% عام 2012، ما جعله يحظى بشعبية كبيرة فى الأوساط الفقيرة التى تمثل عموم البلد، الذى يعد من أفقر بلاد أمريكا الجنوبية.

وإذا كان الفقراء يرون فيه الرجل القوى الذى أعاد لهم حقوقهم وقيمتهم ووقف بالمرصاد ضد ما يسميه «الإمبريالية الأمريكية» ومصالح الرأسمالية العالمية، فملاك الأراضى والمستثمرون الأمريكيون وإدارة واشنطن، يصفونه بـ«الشيطان» و«تاجر المخدرات».

وموراليس لايعادى واشنطن فقط، ولكن حليفتها المدللة إسرائيل التى قطع علاقة بلاده الدبلوماسية معها بعد حربها على غزة فى 2009، وهو يصفها بالكيان الإرهابى ولقد ألغى السماح بدخول الإسرائيليين دون تأشيرة سفر.

وموراليس يختصم جارته تشيلى على أرض بوليفية احتلتها الأخيرة منذ ما يقرب من قرن ونصف وحرمتها بذلك منفذا على المحيط، فبوليفيا بحدودها الحالية ليس لها أى منفذ بحرى، وهو يشبه تشيلى بـ«إسرائيل اللاتينية»، وتتقاضى الدولتان حاليا أمام المحكمة الدولية فى لاهاى، ويأمل موراليس أن يعود البوليفيون إلى المحيط الهادئ «حسب قانون العدل وحق العودة التاريخى».

موراليس يعد من الشخصيات السياسية التى تحظى باحترام كبير من قبل البوليفيين، وهو ما جعله يحصل على ثقة الناخبين فى ثلاث دورات رئاسية متتالية، ولكن لكل جواد كبوة، وفتش دائما عن المرأة.

فلقد تعرض موراليس لأول مرة منذ توليه الرئاسة لفشل فى الحصول على ثقة الناخبين، فى الاستفتاء الأخير الذى أجرى فى فبراير الماضى لتغيير الدستور حتى يتمكن من البقاء لفترة رابعة. نتيجة الاستفتاء جاءت مخيبة لأمله فقلد رفض الناخبون تغيير الدستور..

ولقد اعتبر موراليس خسارته مؤامرة، فلقد تزامن الاستفتاء مع فضيحة مزدوجة بطلتها صديقته السابقة جابريلا زاباتا التى تدعى أن طفلها هو ابن موراليس، ولقد نفى فى البداية زاعما أن الطفل مات ثم عاد لينفى علاقته بالطفل، وأمرت محكمة فى العاصمة لاباز الرئيس بالخضوع لفحص الأبوة لحسم الخلاف وقال محاميه: إن إيفو موراليس مواطن يحترم القانون، وإذا استدعته السلطات سيستجيب، وهذا الفحص رفض الممثل أحمد عز إجراءه فى قضية النسب التى رفعتها زينة.

وزاباتا نزيلة السجن الآن، لاتهامها بالفساد المالى وغسيل الأموال، فلقد استغلت علاقتها بالرئيس للحصول على عقود حكومية قيمتها 560 مليون دولار لصالح شركة هندسية صينية كانت تعمل مديرة فيها. وموراليس أعزب حالياً، ولديه طفلان من زيجتين سابقتين، وتتولى شقيقته الكبرى مهام السيدة الأولى بعد أن أعلن أنه لن يعيد تجربة الزواج فهو يكتفى ببوليفيا.

ربما يكون موراليس محقا فى أن الأمر ليس مصادفة فأعداؤه كثيرون وأصحاب المصالح فى إبعاده عن السلطة أكثر، بينهم دولة عظمى، وأيادى أهل الشر ظاهرة، وهم دائما يختفون وراء قناع وفى حالته فلقد ارتدوا قناع زاباتا الفاتنة.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية