فى الوقت الذى ساد فيه ارتياح فلسطينى وإسرائيلى لنتائج الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى واشنطن، استبعد وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان إمكانية التوصل إلى حل لمشكلات القدس والمستوطنات واللاجئين أو إبرام اتفاق سلام خلال العام الجارى أو المقبل، بينما رأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى مدينة القدس رمزا للسلام والتعاون بين الجانبين فى حال تمكنا من حل الصراع المزمن.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ليبرمان قوله ـ عقب اجتماعه فى نيقوسيا مع نظيره القبرصى ماركوس كيبريانو ـ إن قضايا القدس والمستوطنات واللاجئين وراءها مشاعر قوية وإنه ليس مقتنعا بإيجاد حل لها، وقال إن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى معقد للغاية، واعتبر أن النهج الأفضل والأكثر واقعية هو التوصل لاتفاق وسط طويل الأجل أو حل مرحلى، مشددا على ضرورة أن تركز المفاوضات على القضايا الأمنية والاقتصادية.
كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن قبل انطلاق المفاوضات أنه يمكن إبرام اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين، وحاول طمأنة حزب الليكود، الذى يرأسه، مشيراً إلى أنه سيكون من الصعب انتزاع تنازلات جغرافية منه خلال المحادثات وأمر وزراءه حينها بعدم إحراجه أثناء تواجده فى واشنطن بإصدار تصريحات تتعلق بالاستيطان، بحسب ما ذكر المركز الفلسطينى للإعلام.
على صعيد متصل، قالت هيلارى فى مقابلة مع تليفزيون فلسطين والقناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلى: «إن الطرفين يعلمان أن عليهما التفاوض كى لا تكون القدس بعد اليوم بؤرة توتر ولكى تصبح رمز السلام والتعاون»، وأكدت أنها ستدعم «النتيجة التى يمكن أن يتوصل إليها الطرفان» ومن المقرر أن تشارك كلينتون فى الاجتماع المقبل بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» بحضور المبعوث الأمريكى جورج ميتشل فى منتصف سبتمبر الجارى بشرم الشيخ فى مصر، على أن تسبقها جولات تحضيرية فى رام الله خلال الأسبوع الجارى.
وبدورها، أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بأن وزيرة الخارجية الأمريكية طلبت من نتنياهو تمديد تجميد البناء الاستيطانى حتى نهاية العام والذى تنتهى مهلته فى 26 سبتمبر، محذرة من أن عدم التمديد سيؤدى إلى انهيار المفاوضات بسبب الوضع الداخلى الفلسطينى، وأضافت الصحيفة أن نتنياهو رد بأنه يريد معرفة المقابل، الذى سيحصل عليه من واشنطن فى حال وافق على طلبها.
وبينما أبدت مصادر فى الوفد الفلسطينى المرافق لـ«أبومازن» ارتياحها بعد ما أفادت الأنباء بتطمينات أمريكية للفلسطينيين بعزم واشنطن على تسوية الصراع، أبدت مصادر فى حاشية نتنياهو ارتياحها لما أسفرت عنه الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة وقال رئيس مجلس الأمن القومى عوزى أراد إن الزيارة ساهمت فى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين «إسرائيل» والولايات المتحدة وفى توثيق الروابط الشخصية بين نتنياهو والرئيس الأمريكى باراك أوباما، بينما أكد الوزير الليكودى جلعاد إردان فى تصريحات نقلتها عنه وكالة «صفا» للأنباء أن نتنياهو ملتزم بحماية المستوطنات.
على صعيد متصل، توقع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن تكون الجولة الحالية من المفاوضات هى الجولة الأخيرة وقال إن العرب مستعدون لسلام شامل مع إسرائيل، مقابل انسحابها من الأراضى التى احتلتها عام 1967، بما فيها القدس الشرقية وأضاف أن العرب مستعدون للسلام والتطبيع مع إسرائيل، وأكد «موسى» فى مؤتمر صحفى فى إيطاليا أنه «لا يوجد بديل سوى المضى قدما والتحرك وتحقيق سلام حقيقى».
وبعد الإعلان عن تشكيل تحالف بين الأجنحة العسكرية لحركة حماس و12 فصيلا فلسطينيا لتنسيق الهجمات ضد إسرائيل وهو ما اعتبره المراقبون محاولة من الفصائل لضرب عملية السلام، أكد القيادى فى حركة حماس أسامة حمدان أن المفاوضات المباشرة لن تحقق نتيجة، بل هى هدر للوقت.
وميدانيا، أحيا آلاف الفلسطينيين والشيعة فى لبنان وسوريا وباكستان وإندونيسيا وشيعة الهند وصعدة فى اليمن يوم القدس أمس الأول بمسيرات نددت بالاحتلال وطالبت بحماية الأقصى، بينما أعلن الجيش الإسرائيلى سقوط صاروخ من غزة على النقب دون وقوع إصابات أو خسائر.