كشفت الدكتورة «حنان عشراوي» عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية هددت بعزل الفلسطينيين إقليمياً ودولياً إذا رفضوا الانتقال للمفاوضات المباشرة، مشيرة إلى أن ضغوطاً كبيرة مورست على الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» والدول العربية من أجل الموافقة على الذهاب للمفاوضات المباشرة.
وكانت لجنة المتابعة العربية للسلام وافقت الخميس الماضي خلال اجتماعها بالقاهرة بحضور عباس على الذهاب للمفاوضات المباشرة مع ترك موعد انطلاقتها للجانب الفلسطيني.
وقالت عشراوي في تصريحات لصحيفة «القدس العربي» اللندنية اليوم الأحد، "والله كانت هناك ضغوطات قوية جدا" ، مضيفة،"أنا بتاريخ المفاوضات لم أر مثل هذه الضغوطات على الجانب الفلسطيني بصراحة" ، وذكرت أن الأوروبيين مارسوا ضغوطاً قوية على الجانب العربي من أجل الانتقال للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وحول طبيعة الضغوطات ، قالت عشراوي إن الضغوطات وصلت إلى حد الابتزاز، بمعنى أن الولايات المتحدة هددت بوقف دعمها للوصول إلى حل الدولتين إذا لم يدخل الفلسطينيون للمفاوضات المباشرة كما ألمحت بوقف المعونات الدولية عن السلطة الفلسطينية.
وأضافت، "ما في أي نظام عربي استطاع أن يقول لا للولايات المتحدة بغض النظر عن أي مزايدات أو أي حديث علني" ، منوهة إلى أن العرب تعاملوا مع المطلب الأمريكي بالانتقال للمفاوضات المباشرة "بمفاهيم المصالح وبمفاهيم المنطقة بكاملها".
من جانبه أكد «صائب عريقات» رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ، أن السلطة الفلسطينية قدمت عرضاً مفصلاً لإنهاء الصراع مع إسرائيل وتسوية جميع المطالب الفلسطينية .
ونقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن عريقات، قوله، " قدمت للسناتور «جورج ميتشل» المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ، سلسلة من الوثائق الرسمية ، كما قدمنا له الخرائط والأوراق التي تنص بوضوح على مواقفنا بشأن جميع قضايا الوضع النهائي كالحدود والقدس واللاجئين والمياه والأمن، مشيراً إلى أننا لم نتلق بعد أي رد من الجانب الإسرائيلي".
ورداً على سؤال عما إذا كانت المواقف الفلسطينية مشابهة لتلك التي طرحت خلال محادثاته مع أولمرت، قال عريقات، "إنها أكثر من ذلك ، ولا أستطيع الخوض في تفاصيل بشأن ما تم اقتراحه بالضبط، ولكن قدم أبو مازن في هذه الوثائق ما هو أكثر من الذي قدمه لأولمرت في الماضي ، فقد اتخذ أبو مازن خطوات أكبر للوصول إلى
السلام ".
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم نشر وثيقة في وقت سابق من هذا العام نسبت إلى دبلوماسيين أوروبيين، تقول إن السلطة الفلسطينية عرضت على أولمرت تبادلا من شأنه أن يسمح لإسرائيل بإضافة 1.9 % من الضفة الغربية.
وزعمت الوثيقة أيضاً أن السلطة الفلسطينية أعربت عن استعدادها لقبول الاقتراح الإسرائيلي للسماح بعودة 15 ألف لاجئ فلسطيني إلى البلاد كل عام على مدى 10 سنوات .
كما ذكرت وسائل الإعلام الدولية في وقت سابق من هذا العام أن السلطة الفلسطينية قد وافقت على تبادل الأراضي بما يعادل 2.3 %، في حين يذكر تقرير آخر أنها وافقت على تبادل 3.8 %.
في نفس السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» اليوم الأحد، أن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين ستبدأ منتصف أغسطس الجاري، ونقلت تقارير إسرائيلية عن نتنياهو قوله في اجتماع حزب الليكود الذي يتزعمه إنه لم يتلق أي خطة فلسطينية، وأضاف أنه لا تغيير حتى الآن في "شروط التجميد".