قال الأمين العام لجامعة الدول العربية «عمرو موسى» اليوم الخميس، إن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين تواجه "فشلاً شاملاً".
وقال للصحفيين بعد اجتماع مع ممثل اللجنة الرباعية الدولية «توني بلير» بمقر الجامعة العربية في القاهرة، "لا يوجد أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة ونحن نواجه فشلا شاملا لهذه المفاوضات."
وأكد موسى، أن الانتقال إلى مفاوضات مباشرة غير ممكن إلا بتحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة.
وكان الوسيط الأمريكي «جورج ميتشل»مبعوث السلام في الشرق الأوسط، بدأ المحادثات غير المباشرة بين الجانبين في مايو الماضي على أن تستمر أربعة أشهر مضى قرابة نصفها الآن، وستنتهي في سبتمبر المقبل، وهو تقريباً نفس الموعد الذي ينتهي فيه التجميد الجزئي الذي أمر به رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» لبناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
كما انتقد «عمرو موسى»، الدعوة إلى أن يكون لإسرائيل وضع استثنائي فيما يتعلق بمنع الانتشار النووي في الشرق الأوسط بدعوى أنها لديها حالة أو احتياجات أمنية خاصة.
وقال موسى - في رده على أسئلة الصحفيين اليوم الخميس، بشأن تعهد الولايات المتحدة في القمة الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة بالحفاظ على هذا الاستثناء الإسرائيلي - "إن هذا يعد تراجعاً في المواقف " ، معرباً عن استغرابه لهذا التوجه الذي يعطي رخصة لدولة أن يكون لديها برنامج نووي ولو غامض، وأضاف "هذا يجب أن يكون للكل لا أفهم أن يمكن لدولة اعتبارات أمنية خاصة والدول الأخرى ليس لديها" ، متسائلاً لماذا إسرائيل لها اعتبارات خاصة في مجال الأمن تسمح لها ببرنامج نووي ولا يسمح لباقي الدول؟ ، مؤكداً أن الأمن هو حالة خاصة لكل الدول.
وفيما يتعلق بالحصار على قطاع غزة ، أجاب الأمين العام قائلاً "إن المطروح هو إجراءات تجميلية وليس تطويراً حقيقيا للوضع في غزة بعد الانهيار الذي حدث فيه، والذي لن تعالجه قائمة للشيكولاته والألبان من شحنة الشحنات".
وأضاف، "موقفنا هو رفع الحصار وليس تخفيفه أما ما يحدث فهو تجميل له ، إن الوضع في غزة ليس عدم وجود لبن وسكر ، فهذه الأمور موجودة ولكن الناس ليس معها نقود فنسبة البطالة بلغت 80 % ، كما أن 30 % من الأراضي جرفت وهذه أرقام المنظمات الدولية ، هذا الوضع خطير ، ولا توجد مبان تبنى".
وأكد الأمين العام على ضرورة إعادة إعمار قطاع غزة وإعادة بناء المدارس والمستشفيات وتغيير المعاملة التي يلقاها القطاع.
وأعلن موسى، أنه تقرر عقد اجتماع للجنة متابعة مبادرة السلام على المستوى الوزاري في 29 يوليو الجاري بناء على طلب السلطة الفلسطينية ، مؤكدا أن الموقف العربي واضح وهو أن الانتقال للمفاوضات المباشرة يجب أن يبنى على تقدم واضح في المفاوضات غيرالمباشرة ، "وهذا ما لا نراه الآن".
ومن جهته ، وصف «تونى بلير» مبعوث اللجنة الرباعية الدولية، مباحثاته اليوم الخميس، مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأنها "غاية في الأهمية"، بالنسبة للرباعية الدولية ومهامها.
وقال بلير "إن هناك ثلاثة أشياء مهمة يجب تطبيقها في الأسابيع القادمة تتمثل في تنفيذ الاتفاقات الخاصة بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة ، وتحقيق تقدم في الضفة الغربية على الصعيدين الأمني والاقتصادي وتعزيز السلطة الفلسطينية ، ثم أن تتحول المفاوضات غير المباشرة لمباشرة".
ونوه مبعوث الرباعية الدولية بحدوث تقدم على الصعيدين الأمني والاقتصادي في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن الاقتصاد الفلسطيني حقق نمواً في الضفة بلغ 10%.
وقال إن هناك حاجة لتنفيذ الاتفاقات الخاصة بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة ، مؤكداً أهمية زيادة عدد المواد التي يسمح لها بالدخول إلى غزة والمواد التي يحتاجها القطاع وتلك المطلوبة للمشروعات التي ترعاها الأمم المتحدة.
وشدد على ضرورة التحقق سريعاً خلال الأسابيع القادمة من تحسن الأوضاع الفلسطينية ، ومؤكداً على أهمية تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ، قائلا "إن مصر تقود جهوداً في هذا المجال وصولاً لتحقيق مصالحة فلسطينية دائمة تخدم جهود السلام".
ورداً على سؤال (إن العالم كله يعلم أن شرط الانتقال للتفاوض المباشر يحتاج إلى وقف الاستيطان ، هل هذا حدث ؟) ، أجاب بلير قائلاً، "إن وقف الاستيطان يعد إحدى القضايا بين الطرفين ولكن ليست المسألة الوحيدة .. وهناك أمور يتم مناقشتها بين الأطراف من أجل بناء المصداقية".