لم تكتف سلطات الاحتلال بجريمتها في قتل الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بمدينة الخليل، بينما كان مصابا وملقيا على الارض لا حول له ولا قوة، بل ذهبت إلى ملاحقة الفلسطيني الذي صور الجريمة ووثقها بعدسة الكاميرا.
أخبار متعلقة
عماد ابو شمسية من مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، تمكن من تصوير لحظة اطلاق أحد جنود الاحتلال النار على عبد الفتاح الشريف في منطقة تل الرميدة وسط الخليل، بينما كان مضرجا بدمائه ومصابا بجروح خطيرة لينفذ اعداما ميدانيا بحقه.
قصة ابو شمسية لم تنته عند هذا الشريط المصور الذي سرعان ما انتشر لكل وسائل الاعلام العالمية ، بل وصل الامر باجهزة المستوطنين وجيش الاحتلال الى تهديد المواطن ابو شمسية بالحرق وحرق منزله وعائلته.
ويقول ابو شمسية لـ"المصري اليوم": "بعد انتشار الفيديو تلقيت اتصالا هاتفيا من رقم مشفر غير معروف وتحدث معي بلهجة عربية ثقيلة وكانه ليس عربيا، وقال لي اذا لم تترك منزلك وتخرج من منطقة تل الرميدة سنقوم بحرقك وحرق عائلتك".
وأضاف ابو شمسية أنه بعد اقل من يوم جاء تنفيذ التهديد بعد ان اعتلى المستوطنون سطح منزله وكالوا له ولعائلته الشتائم بأقذر الالفاظ النابية، فيما تجمهر عشرات المستوطنين على مدخل تل الرميدة، موجهين ايضا تهديدات بحقه اذا لم يخرج من المنطقة .
وبعد تصاعد الاعتداءات بحق ابو شمسية، وبلغ الخطر عائلته، استعان بنشطاء فلسطينيين واجانب للاعتصام داخل منزله وتوفير الحماية له ولمنزله قبل مداهمة منزله من قبل جنود الاحتلال بعشرات الجنود الذين احتجزوه واحتجزوا النشطاء، مطالبين بمغادرة النشطاء الذين لا يقطنون منطقة تل الرميدة كونها منطقة عسكرية مغلقة، ومن لا يملك تصريحا لا يمكنه المكوث بها.
ووزع المستوطنون صورة لابو شمسية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي صفحات خاصة بهم استمرارا لحملة التحريض ضده .
وحسب ابو شمسية فان جيش الاحتلال اعلن منزله منطقة عسكرية مغلقة كما هو حال المنطقة المحيطة كونها منطقة تشهد تواجدا للمستوطنين وتقام فيها مستوطنة جديدة ايضا .
ووجه ابو شمسية نداء إلى السلطة الفلسطينية ورئيسها ورئيس الوزراء والجهات الدولية لتوفير الحماية له ولعاائلته بعد تصاعد عمليات التهديد بحقه .
وكان جيش الاحتلال اعلن انه يخضع الجندي مرتكب جريمة إطلاق النار على عبد الفتاح الشريف للتحقيق، فيما قال محافظ الخليل كامل حميد "ان عملية اعدام جنود الاحتلال للشهيد عبد الفتاح الشريف وهو مصاب وملقى على الأرض دليل يؤكد ما تحدثنا عنه سابقا بأن الاحتلال يعدم ابناءنا بدم بارد ومن دون اي مبررات سوى رغبتهم في اراقة الدماء " .
وقال المحافظ :" التحقيق مع الجندي مطلق النار غير كاف ويجب ان يكون هناك لجنة تحقيق دولية للكشف عن كافة الجرائم التي ترتكب ضد ابناء شعبنا خصوصا في محافظة الخليل ".
و ناشد حميد الاسرة الدولية والعربية وكافة المدافعين عن حقوق الانسان التدخل من اجل لجم شهوة الاحتلال للقتل مع سبق الإصرار.
بدوره طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات الأمم المتحدة بالشروع بإجراء تحقيق رسمي في أعمال القتل خارج نطاق القانون التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك بناء على طلب فلسطيني تم تقديمه في أكتوبر الماضي إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص والمعني بحالات الإعدام خارج القانون أو بإجراءات موجزة أو تعسفاً، السيد كريستوف هينز.
