أطلقت إثيوبيا احتفالات واسعة، الأحد، بمناسبة مرور 5 سنوات على بدء البناء فى سد النهضة، الذى أثار خلافات واسعة بين مصر وإثيوبيا، بسبب تهديد السد لحصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل.
قال رئيس الوزراء الإثيوبى، هيلا ماريام ديسالين، إن «زعماء السودان ومصر يتابعون حاليا عن كثب العمل فى مشروع سد النهضة، لأنهم أدركوا أن السد لن يلحق أى أضرار على دولتى المصب»، مشيراً إلى أن «تهديدات الحرب بدأت تتلاشى».
وقال «ديسالين» فى كلمة له على هامش الاحتفالية التى أقامتها إثيوبيا فى موقع السد، بمنطقة قوبا فى إقليم بنى شنقول جمز المتاخم للحدود السودانية.
وأشاد بالتعاون الذى أبداه قادة مصر والسودان فى المفاوضات الجارية حول سد النهضة، مشيراً إلى أن المفاوضات بين الدول الثلاث متواصلة وستستمر.
ولفت «ديسالين» إلى أن أعمال البناء الجارية تؤكد أن بناء السد سينتهى فى الوقت المحدد له، مشيراً إلى أن بناءه سيساعد فى بناء سدود أخرى فى البلاد.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبى، إن سد النهضة يرمز إلى تنامى الإجماع الوطنى ووحدة الشعب الإثيوبى.
ونقلت مواقع إثيوبية، عن ديسالين، وصفه بناء السد بأنه أكبر دليل وشاهد على عزم الإثيوبيين على خوض معركة لا هوادة فيها ضد الفقر، لكسر أغلال التخلف والسير نحو التنمية.
وأشار إلى اكتمال بناء أكثر من 50% من السد، معتبرا ذلك دليلا على قدرة الإثيوبيين على تنفيذ مثل هذه المشروعات الضخمة.
من جانبه قال أندرياس كانزانى، وكيل شركة «سالينى» الإيطالية، المشاركة فى بناء سد النهضة، إن الشركة ستقوم بتسليم مشروع سد النهضة للحكومة الإثيوبية بعد سنتين من الآن، مشيراً فى كلمة على هامش الاحتفالية إلى أن الشركة ستمد خطوط الكهرباء إلى كل من جنوب السودان، وجيبوتى، والسودان، وكينيا.
وقالت الرئيس التنفيذى لشركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية، آزيب أسنيك، إنه تم الانتهاء من أصعب المراحل فى بناء السد حتى الآن. وأشارت أيضا إلى اكتمال تركيب خط نقل الطاقة الكهربائية التى سيولدها السد.
وأشادت «آزيب» بمساهمة الجمهور والتزام الحكومة والموظفين للقيام بمثل هذا المشروع الضخم وسط العديد من التحديات.
ومن المتوقع أن يولد السد 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء عند بلوغ مولدات السد قدرتها التشغيلية الكاملة.
وقال الدكتور ديبرتسيون جبرى ميخائيل، نائب رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية، وزير الاتصالات والمعلومات الإثيوبى، إن دراسة حديثة أكدت أن سد النهضة يمكن أن يولد أكثر من 6 آلاف ميجاوات.
وأضاف أن السد الذى تبنيه إثيوبيا على نهر النيل الأزرق وصل إلى المستوى الذى يمكنه أن يولد مئات الميجاوات الإضافية، مع 74 مليار متر مكعب من المياه سوف يخزنها السد، ودون تكلفة إضافية.
وأشار ديبرتسيون إلى أنه سيتم الإعلان عن كمية الطاقة الإضافية التى سيولدها السد، بعد انتهاء الدراسة التى تُجريها المجموعة الإثيوبية للمعادن والهندسة «ميتيك»، وهى الشركة المكلفة بتنفيذ الأعمال الميكانيكية والكهربائية للمشروع. وأوضح أن السد صُمم ليكون قادرا على إنتاج طاقة بقدرة 5250 ميجاوات فى البداية، ولكن تم تعديل مكونات السد بعد ذلك لإنتاج 6 آلاف ميجاوات.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء الإثيوبى، رئيس المجلس الوطنى لتنسيق المشاركة العامة، ديميكى ميكونين، إن معدل تنفيذ سد النهضة لا يعبر فقط عن نجاح الجهود المشتركة من الجمهور والحكومة، وإنما يُعد أيضا نجاحا مثاليا لرحلة نهوض البلاد.
وأضاف «ميكونين» أن معدلات التنفيذ فى السد ناجحة للغاية، مشيدا بالمشاركة النشطة من الشعب، باعتباره مالك السد، مع الإشراف والإدارة الدقيقة من جانب الحكومة، ما ساهم بشكل كبير فى تحقيق هذا النجاح.
وأشار ديميكى إلى أن تضامن الشعب مع المشروع أثمر عن مشاركة الشعب بأكثر من 8 مليارات بر- «عملة إثيوبيا»، ما يعادل 379 مليون دولار، من إجمالى 12 مليار بر، «نحو 568 مليون دولار»- تم جمعها لتنفيذ المشروع، وساهم فيها بشكل كبير الإثيوبيون الذين يعيشون فى الخارج من خلال شراء السندات الخاصة بتمويل المشروع.
ولفت إلى أن اكتمال بناء السد يحتاج إلى 80 مليار بر «أى ما يعادل 3.785 مليار دولار».
ومع ذلك، قال رئيس المجلس الإقليمى لتنسيق المشاركة العامة للسد، أسيفا براتو، إن حكومة الولاية تمكنت حتى الآن من جمع 66.5 مليون بر لتمويل بناء السد.
وأضاف أسيفا أن غالبية تلك الأموال تم جمعها من رواتب الموظفين الحكوميين ومساهمات المزارعين ورجال الأعمال والمستثمرين ومختلف القطاعات العريضة للمجتمع الإثيوبى.
وكانت الولاية الإقليمية الإثيوبية من بنى شنقول- قماز قد أكملت الاستعدادات للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة لبدء بناء مشروع سد النهضة الإثيوبى فى الولاية.
وأوضحت الولاية أن الاحتفالات تشمل تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية الخاصة التى تجرى فى الولاية مثل سباق الطرق، ومباريات كرة القدم بين المستثمرين والمسؤولين فى الولاية، بهدف تشجيع الإثيوبيين على الاستمرار فى شراء السندات لتمويل بناء المشروع.