x

محمد أمين البحث عن ترامادول! محمد أمين الأربعاء 13-04-2016 21:26


كنا «ثلاثة» نقعد على دكّة واحدة، في فصل واحد، وكنا نحن الثلاثة من أنصار ثورة 30 يونيو، ونهيم في حب السيسى.. بعد «عامين» أصبحنا نقعد في ثلاث دكك، في الفصل ذات نفسه.. مازلنا أيضاً من أنصار 30 يونيو، لكننا اختلفنا بدرجات في حب السيسى.. الأول كان ينتظر الأمل، ثم فجاة أعلن الانسحاب، وقرر السفر.. الثانية زهقت وراحت تبحث عن ترامادول، بينما كنت أتابع «خطاب الرئيس»!

وبالمصادفة تواصلنا أمس بلا اتفاق.. تكلمنا في أمور كثيرة.. الأول «لا ينكر» على الرئيس وطنيته، ولا يختلف حول تبعية الجزيرتين، الاختلاف فقط حول طريقة الإدارة، والانفراد بالحكم، وتجاهل شركاء الوطن.. الثانية شعرت بصدمة هائلة وجرح عميق، لكنها لا تشكك أيضاً في شىء.. فقط لم تعد كما كانت، ولم تسمع كلمة الرئيس، وذهبت إلى صيدلانية «صديقة» تعطيها أقراصاً مهدئة، أو حتى «ترامادول»!

وكنت قد سألتهما بعفوية: هل تتابعان كلمة الرئيس؟.. فوجئت بأنهما معاً لم يتابعا الأمر، مع أنهما لم يتركا من قبل أي مناسبة إلا وكانا من أوائل المهتمين بها.. استغربت وتوقفت لأفكر جيداً.. الأول قال خلاص مش محتاج.. الثانية قالت خلاص إيه الجديد؟.. إذا كان يريد أن يشرح لنا، فلماذا بعد، وليس قبل؟.. وكانت هذه هي «التكة» التي لم يستوعبها الرئيس، فليس صحيحاً أن الإعلام طرف في المعادلة!

أتصور أن نقطة الخلاف الجوهرية هي أن الرئيس لا يعرف أننا مازلنا مختلفين حول الطريقة.. حتى بعد خطاب الرئيس.. الخطاب لم يعالج مشكلة، ولم يُزل اللبس أبداً، اللبس مازال قائماً، الجديد أن هناك شريحة كبرى لم تعد تسمع الخطاب.. للأسف لم تعد تنتظره أصلاً.. بعضهم يبحث عن ترامادول كى ينسى.. يُؤذون أنفسهم، لكن لا يؤذون الوطن.. مازالوا في «نفس الفصل».. ولكن، الله أعلم ماذا بعد؟!

أدهشنى جداً أن يقول الرئيس: إنتو ماتعرفونيش؟.. ثم قال بحسم إنه «وطنى وشريف»، ولا يمكن أن يفرط في حبة رمل.. ونحن نثق أنه وطنى وشريف.. «مبارك» بالمعيار نفسه كان وطنياً وشريفاً، ولم يفرط أبداً في حبة رمل.. ولكن قامت ضده ثورة عارمة لتصحح أخطاء الإدارة.. مشكلتنا الآن هي الإدارة.. لا كلام حول الوطنية بالمرة؛ فليس معقولاً «بعد ثورتين» أن تنزل الأشياء على رأسنا مثل الصاعقة!

هل اتضحت الأمور يا ريس؟.. هل صحيح أن «الإعلام» جزء من المعادلة فعلاً؟.. هل الرأى العام شريك أم مجرد متفرج؟.. هل يصح أن يكون الإعلام «أطرش في الزفة»؟.. أين حقنا في المعلومات؟.. هل يصح أن نبقى متفرجين؟.. الإجابة لأ.. هل هناك دلالة ما بشأن انصراف البعض عن الخطاب؟.. هل هناك دلالة بشأن انفراط عقد الأنصار؟.. هل هو عادى؟.. وهل هو طبيعى أن ننسحب، أو ننصرف؟!

وبعدين، يعنى إيه يا ريس، موضوع الجزيرتين ما نتكلمش فيه تانى؟.. لأ بقى.. من حقنا أن نتكلم في كل شىء يخص الوطن.. «مش معقول كده» يا ريس.. هل تعرف ما هو البديل؟.. البديل أن ننسحب كما قرر صديقى، أو نبحث عن «ترامادول»، كما فعلت صديقتى، بعد أن شعرت بإهانة كبرى!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية