x

أنيسة عصام حسونة سؤال المليار دولار! أنيسة عصام حسونة الخميس 31-03-2016 21:36


امتلأت الساحة السياسية، خلال الأسابيع الماضية، بالأحداث المتلاحقة سياسياً واقتصادياً، بينما يعجّ الفضاء العام بمناقشات حامية حول قضايا حياتية تمسّ حياة المواطنين وتؤثر على حاضرهم ومستقبلهم، فقد بدأ مجلس النواب الجديد أعماله منذ ما يزيد على الشهرين، ثم قام رئيس الوزراء بتقديم برنامج حكومته بعد تشكيلها الجديد أمام النائبات والنواب منذ أيام قليلة، عارضاً التحديات والتهديدات، ومستعرضاً الإنجازات والخطط الطموحة الموضوعة للسنوات القادمة، ولا أعتقد أن أحدا من المصريين يتشكك فى أن الوضع الاقتصادى هو التحدى الرئيسى أمامنا جميعا، ولذلك فإن القرارات المؤثرة على مسيرة الاقتصاد والاستثمار تحظى بأكثرية الانتباه والنقاش، ومحاولة الفهم والتفسير، خاصة عندما يختلط ذلك بعوامل جديدة مثل تغيرات سعر العملة، وقواعد جديدة للاستيراد والتصدير، ومحاولات حثيثة لفتح أسواق جديدة وجذب استثمارات خارجية مباشرة، وفى خضمّ كل ذلك ومثلما يحدث بصورة متكررة يلاحظ المواطنون أمثالى وجود حالة جذب وشد مستمرة بين مجتمع رجال الأعمال، بقياداته الرئيسية التى تحرّك الأسواق، والحكومة بوزراء المجموعة الاقتصادية وغيرهم من التنفيذيين المصرفيين والماليين، ولاشك أن مثل هذا الصراع المكتوم يتخطى حدود الخلاف فى الرأى بين طرفين رئيسيين فى إدارة الاقتصاد المصرى.

فلا يخفى على كل ذى عينين أن هناك حالة من عدم الرضا الذى يكاد لا ينقطع بين بعض كبار رجال الأعمال والحكومات المصرية المتعاقبة خلال السنوات الماضية، فمهما تغيّر أعضاء الحكومة وتباينت قراراتهم الاقتصادية فإنها لا تحظى إلاّ قليلا برضا مجتمع رجال الأعمال، وهى عرضة للانتقاد الدائم، رغم ما سمعناه عن تشكيل لجان مشتركة للتعاون والتنسيق وتحقيق التناغم والتفاهم، والحقيقة أن المواطن فى حيرة حقيقية من أمره، ولا يعلم أياً من الطرفين على حق، وما هو التوجه الأحق بأن يتبع لكى تتحرك عجلة الاقتصاد وتتحسن حياته اليومية، وتأتى الحكومة الحالية بعد إعادة تشكيلها لتضم وزراء من خلفية لصيقة بالقطاع الخاص، ولكن دون أن نلحظ تغيّراً يذكر فى مواقف بعض رجال الأعمال من الحكومة، حيث تستمر حرب التصريحات الإعلامية بينهما صعودا وهبوطا حسب الأحوال، ولذلك أتساءل، ومعى كثيرون، ماذا سيحدث يا ترى لو ريحنا نفسنا من هذا الجدل المحتدم وسلمنا الحكومة على بعضها لمجتمع رجال الأعمال ليشكلوها من قياداتهم أو ممثليهم؟ وهل ستنجح هذه الحكومة حينئذ فى تحقيق الطفرة المأمولة؟ وهل سيتحقق على يديها الرخاء الاقتصادى للمصريين أخذاً فى الاعتبار أن مجتمعنا فقير فى موارده الاقتصادية ولكنه غنى جدا برجال أعماله وثرواتهم الطائلة؟ وهل ستحقق هذه الحكومة المفترضة الحياة الكريمة للمواطنين وتنجح فى اجتذاب الاستثمارات الأجنبية؟ وهل ستراعى البعد الاجتماعى للغلابة والمطحونين؟ وهل ستخلق فرص العمل وتقضى على البطالة وتسيطر على سعر الدولار؟

هذا هو سؤال جائزة المليار دولار المطروح على حضراتكم، والمبلغ تم تحديده فى ضوء إمكانيات أعضاء هذه الحكومة المقترحة، والتى ستقدم الجائزة للفائز المحظوظ من جيبها الشخصى طبعاً، وأنا وغيرى من المواطنين نتعشّم أن يؤدى هذا الاقتراح العبقرى إلى حل جميع مشاكلنا وإرضاء جميع الأطراف، فرجال الأعمال سيجلسون معززين مكرمين فى مقعد القيادة ويحققون تطلعاتهم السياسية ويثبتون لنا شطارتهم الاقتصادية، والحكومة الحالية ستشترى دماغها وترتاح من مسؤوليتها الثقيلة وتعفى نفسها من الانتقادات المستمرة، أما الشعب المصرى المطحون فأكيد مشاكله ستُحل فوراً بالعصا السحرية لرجال الأعمال ويعيش سعيداً إلى الأبد، فما رأيكم دام عزّكم؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية