أكد المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، عمق وتميز العلاقات المصرية السنغافورية والتي تمتد منذ عشرات السنوات، مشيرا إلى أن مصر ثالث أكبر سوق مستقبلة للاستثمارات السنغافورية في الشرق الأوسط خلال عام 2014، مؤكدا ضرورة الارتقاء بمجالات التعاون المشترك بين البلدين والانتقال بها لآفاق أرحب من خلال وضع ركائز جديدة للتعاون الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة تضمن الوصول لمراحل أعلى من الاندماج الاقتصادي، وتعزيز معدلات التجارة البينية بين مصر وسنغافورة، والتي بلغت 224 مليون دولار خلال عام 2014.
وقال «قابيل»، خلال كلمته التي ألقاها، الثلاثاء، نيابة عن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، في الاحتفال بذكرى مرور 50 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسنغافورة بمشاركة تيو شى هيان، نائب رئيس الوزراء السنغافوري، الوزير المنسق للأمن القومي، والدكتور أحمد درويش، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، والفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، وبرمجيت ساداسيفان، سفير سنغافورة بالقاهرة- إن زيارة نائب رئيس وزراء سنغافورة لمصر تأتي في توقيت مهم، حيث تتزامن مع ذكرى مرور 50 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي تعد فرصة كبيرة لبذل المزيد من الجهود لتعزيز أواصر التعاون المشترك، ودعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
وأشار «قابيل»، في بيان للوزارة، الأربعاء، إلى ضرورة استغلال الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى لسنغافورة خلال أغسطس من العام الماضي، والتي أكد خلالها الرئيس السنغافوري، تونى تان، استعداد سنغافورة التام لمشاركة تجربتها التنموية مع مصر في مجالات التجارة، والتعليم الفنى، والتنمية الاقتصادية والحضرية، والإدارة، والبيئة، وإدارة الموانئ، مشيدا بنجاح سنغافورة في تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة، والتي انعكست على زيادة مستوى رفاهية الدولة وتحسين مستويات المعيشة بها، مما يجعل تجربة سنغافورة في التنمية نموذجا يجب اتباعه في جميع أنحاء العالم.
وأوضح وجود العديد من فرص الاستثمار المتاحة أمام المستثمرين السنغافوريين في مصر خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ظل وجود العديد من المشاريع القومية العملاقة التي قامت الحكومة بتدشينها خلال الفترة الماضية التي يأتى على رأسها مشروع تنمية محور قناة السويس، الذي يضم إنشاء 5 آلاف كيلومتر من الطرق، وإقامة 3 مدن جديدة، وتطويرالـ3 موانئ الحالية بمنطقة قناة السويس، إلى جانب إنشاء 3 موانئ جديدة، مؤكدا في هذا الشأن عمق الروابط البحرية بين البلدين، التي بدأت منذ افتتاح قناة السويس عام 1869، والتي لعبت دورا كبيرا وما زالت في ربط التجارة بين أوروبا وآسيا، وكذلك من خلال التوسع الجديد في قناة السويس وازدواج الممر الملاحى لها، الذي سيمثل إضافة جيدة للتجارة البحرية العالمية، وهو ما يؤهل مصر لتكون نقطة ارتكاز لتنمية تجارة سنغافورة مع أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأكد جدية الخطوات التي انتهجتها الحكومة لمصرية خلال الفترة الماضية، التي تستهدف استعادة ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري، وتحسين مناخ الاستثمار في مصر ليصبح أكثر جاذبية للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، والتي شملت إصدار قانون الاستثمار الجديد، وتفعيل منظومة الشباك الواحد، إلى جانب تدشين آلية جديدة لفض المنازعات التي تقع بين الحكومة والمستثمرين، وتطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لافتا في هذا الإطار إلى تعافى الاقتصاد المصرى بصورة جيدة، حيث زادت الإستثمارات الأجنبية المباشرة بنحو 5.7 مليار دولار خلال الفترة من يوليه 2014 ومارس 2015، كما يبلغ الناتج المحلى الإجمالى حاليا 4.2% ومن المستهدف أن يصل إلى 5% بنهاية العام الجاري.
من جانبه، أكد تيو شى هيان، نائب رئيس الوزراء السنغافوري، عمق روابط الأخوة والصداقة التي تربط بين كل من مصر وسنغافورة، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال سنغافورة عام 1965، كما كانت أول دول عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع سنغافورة عام 1966، إلى جانب قيامها بدور رئيسي في المساعدة في تأمين عضوية سنغافورة بحركة دول عدم الانحياز، لافتا إلى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى سنغافورة العام الماضي، التي تعد أول زيارة لرئيس مصرى لسنغافورة، قد فتحت فصلا جديدا من التعاون المشترك بين البلدين.
وأشاد نائب رئيس الوزراء السنغافورى بالمنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس، وكذلك بتوسيع الممر الملاحى لمحور قناة السويس، الذي تم تنفيذه في غضون عام واحد، مؤكدا أهمية الدور الذي ستسهم به في دفع الاقتصاد المصرى وترسيخ مكانة مصر على الخريطة العالمية، وعلى استعداد سنغافورة التعاون الكامل مع مصر في هذا الإطار.
كما أكد أهمية التعاون الدائم والمستمر بين مصر وسنغافورة في مجال تصويب الخطاب الديني من أجل إظهار الصورة الحقيقية للإسلام وتعاليمه السمحة، مشيدا بدور الأزهر الشريف في نشر الصورة الصحيحة للإسلام ليس فقط على مستوى مصر والدول العربية ولكن على مستوى كافة الدول، لافتا إلى تلقى العديد من طلاب سنغافورة تعليمهم في الأزهر الشريف.
وشهد كل من المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، وتيو شى هيان، نائب رئيس الوزراء السنغافورى، توقيع خطاب نوايا بين كل من الهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، برئاسة الدكتور أحمد درويش، وشركة هايفلكس السنغافورية، برئاسة أوليفيا لام، لإقامة محطتي توليد كهرباء وتحلية مياه بغرض توفير الطاقة للبنية التحتية بمنطقة العين السخنة.