x

جمال الجمل سبام و 3 هشام جمال الجمل الأربعاء 20-01-2016 23:28


(1)

مرحبا بحظر النشر، فلا شىء لدينا لننشره.. انتو الحكومة وانتو اللي عارفين كل حاجة، الدفاتر دفاتركم، والتقارير تقاريركم، والأرقام والأحكام لعبة في إيديكم، فلا تلتفتوا لدردشاتنا الوديعة على المقاهي، ولا حتى فضفضتنا المشاكسة على الفيسبوك والطنيطر (والخطأ مقصود تذكيرا بشيطان المرحلة).

(2)

كتبت منذ سنوات مقالا بعنوان «سلطان الكلام» أقتطف لكم منه هذه الحكاية مع تصرف بسيط تتطلبه المرحلة:

يحكى أن سلطان «مملكة نور عينينا» أقام مسابقة لملء ثلاثة «أجولة» بالكلام، الفائز يتزوج الأميرة، والخاسر يخسر رأسه، ولما خسر كثيرون رؤوسهم خاف الناس من الكلام وانتشرت موضة «حظر النشر»، لكن بستاني القصر «عم جنينة» تقدم للمسابقة رافضا نصائح الجميع، فتح الحراس فوهة الجوال، وبدأ جنينة يتكلم، والسياف يستعد كالعادة لقطع الرقبة، و«الساديون» ينتظرون الثرثرة الفارغة، لكن السلطان وحاشيته انتفضت فجأة عندما اقترب البستاني من خزانة الأسرار حيث قال: «رأيت السلطان ذات ليلة...». انتبه الحاكم وأمر بإغلاق الجوال الأول لأنه امتلأ بالكلام! تكرر الأمر في الجوالين الثاني والثالث، وفي كل مرة يعتبر السلطان أن الجوال امتلأ حتى يسكت البستاني عن الخوض في الأسرار التي يعرفها».


من هنا ظهرت مشكلة «المسكوت عنه» وهو «كلام» لكنه «كلام مختلف» يتجنبه الجميع لأنه يمثل واقعا مغايرا يتناقض مع الواقع الموجود، لذلك فان طوفان الكلام المتشابه الذي تغرقنا به الفضائيات ووسائل الاعلام وتصريحات الساسة وثرثرات المقاهي، والأمسيات المنزلية يظل كلاما للاستهلاك اليومي يخرج من فم المتحدث ليدخل أذن المستمع من دون أن يمر بعقل أي منهما حسب تعبير برناردشو، أو يدخل في إطار لعبة الاتجار بالفضائح وإلهاء العامة، والأخطر.. في لعبة «قطع الرقاب».


(3)
كنت قد وعدت أمس بكتابة قصة «سبام و3 هشام» وهي قصة عجيبة لا أعرف إن كانت تقع تحت طائلة قرار حظر النشر أم لا، فأنا ممن لا يفكرون بهذه الطريقة، لهذا سأكتب باختصار وتلميح، وفيهما ما يرضيني فنياً، ويطمئنني أنكم تعرفون جميعا الأكمة وماوراء الأكمة.

(4)
لما قال جنينة كلمة «فساد» تحسس الفاسدون مسدساتهم وميكروفوناتهم، وبدأوا في الصياح سبااام.. سباااام... سباااام، وكلمة «سبام» مثل كلمة «لالالا» عندنا، أو «بص العصفورة» أو «إزززززززززز»، أو «غلوش.. غلوش»، وترجع نشأتها إلى اسكتش كوميدي لفرقة مونتي بيتون الأمريكية، حيث يدخل زبون لمطعم متخصص في تقديم وجبة واحدة من لحم الخنزير المتبل «Spiced Ham» التي اشتهرت اختصارا باسم «Spam»، ولما حاول أن يطلب طعاما آخر يروق ذائقته، لم يفهم البائع، وتصاعد النقاش العبثي وارتفع صوته، وشارك فيه بقية الزبائن، وبدأوا الغناء بصوت مرتفع «سبااام.. سبااام.. سبااام....» حتى ضاع صوت الزبون المختلف وسط الضجيج، وقد أطلق الأمريكان كلمة «سبام» بعد ذلك على الرسائل الطفيلية التي تقتحم البريد الاليكتروني، وعلى كل شىء من شأنه تضييع وقت الناس والشوشرة عليهم، وعلى سبيل التحقير صار كل من يفعلون ذلك «سباميون» أو «سبامرز» وهي كلمة للازدراء رصدت لها الميزانية الأمريكية أكثر من 10 مليارات سنويا لمكافحتها، لأنها عدو خطير ضد المجتمع.

(5)
كنت قد كتبت مقالا بعنوان «سبام» شتاء عام 2006، مع تصاعد أساليب الإلهاء كمحاولة لتمرير سيناريو التوريث، ومن يومها قررت ازدراء ومواجهة «الاسباميين»، وكشف الحقيقة التي يريدون التشويش عليها بضجيجهم الكاذب، لهذا تجنبت قنابل الدخان وضجيج «الفرقعات» التي أطلقوها حول المستشار جنينة، وتابعت قصة الإغراق والإنهاك التي حاولوا حصاره وإجهاده بها، والتي تجاوزت حاجز التصريحات العدائية، والشائعات المغرضة، إلى نوع من حرب الاستنزاف القضائية، حيث وصلت الدعاوى والبلاغات التي تم رفعها ضد جنينة كموظف عمومي إلى 60 بلاغا ودعوة، معظمها لا يستند إلى أي نص قانوني، أو مسوغ سياسي وأخلاقي، لكن «الاسبامرز» لا يهمهم قانون ولا أخلاق.. فقط التشويش على الرسالة التي يقوم بها الرجل كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات.

(6)
التلفيق.. التضليل.. التضخيم.. الخلط.. التمويه.. المبالغة.. إساءة الفهم.. الغرض السيئ في التوظيف...
تلك بعض من الاتهامات التي وجهها «الاسبامرز» للمستشار جنينة وتقريره، وهي صفات تنطبق على «الاسبامرز» تماما، فأحدهم يهتف أمام الإعلام: يسقط جنينة.. الفاسد.. المغرض.. عدو مصر، ثم يقف بعد ساعة في البرلمان ليخبرنا أن الفساد في المحروسة ليس أكثر من «كيلو كباب»، لقد راح الطاهر الشريف وزير الزراعة المحبوس صلاح هلال في كيلو كباب، ويدعو الاسبامي العجاتي للوزير البرىء أن «يفك الله أسره»!، ويخطب أحدهم: يا جنينة سنحطمك.. اعتذر طويلاً أو استقل ذليلاً، سنعزلك. وعندما يسأله أحدهم: كيف؟. لا يجد إلا جمع التوقيعات والعودة لأغنية المُحتَقَرين: سبااام... سبااام، وإطلاق المزيد من الشائعات، مع أن بعضها إذا شكلنا نحن لجنة للتقصي ستفتح على الاسبامرز باب الجحيم، وهنا تأتي قصة «3 هشام» التي لم أكتبها، حتى يحين وقتها، وهي قصة تتعلق بحديث الفساد وتحركات كشفه أو التستر عليه بين مثلث رأسه المستشار هشام جنينة، وقاعدته كل من النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، والمستشار هشام بدوي، نائب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، وعضو تقرير لجنة تقصي الحقائق، والمحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة الأسبق.
فلننتظر حتى يهدأ ضجيج «الاسباميون»، ثم نتلو آيتنا باحترام.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية