x

صبري غنيم هل يتوقف تصدير عمال التراحيل؟ صبري غنيم الأربعاء 20-01-2016 21:29


- قدر مصر أن تقصر الدول العربية ودول الخليج احتياجاتها من مصر لسوق العمالة على عمال التراحيل بعد أن كانت هذه الدول تعتمد فى بنائها على المدرسين والأطباء المصريين، فكم من رؤساء وأمراء وشيوخ تعلموا على أيادى المدرسين المصريين، وفجأة تغيرت هذه الصورة، وأصبحنا نرى مشهداً آخر.. عمال التراحيل الذين هاجروا من الدلتا والصعيد هم الذين استوطنوا هذه الدول وأصبحت الأسواق العربية لا تفتح أبوابها إلا لهؤلاء مع أن بلدهم أولى بهم..

.. صدق الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يقول للعمال المصريين العائدين من ليبيا إن بلدكم أولى بكم، لقد كان استقبال الرئيس لهم فى مطار القاهرة هو رسالة إلى العالم، أن مصر لا يمكن أن تفرّط فى أرواح أبنائها مهما كان مستواهم الاجتماعى فالكل عندها يتساوى لأنهم مصريون.. صحيح أنهم عمال عاديون وليسوا من العلماء أو المثقفين.. ومع ذلك كان الرئيس حريصًا على استقبالهم فى المطار لأنه يتعامل معهم ليس بحكم وظائفهم ولكن بحكم جنسيتهم كأبناء لهذا الوطن..

- هؤلاء البسطاء كان مقدرًا أن نستقبل نعوشهم بعد أن اختطفهم تنظيم داعش، وهذا التنظيم لم يرحم اعتبار أن هؤلاء العمال بسطاء يبحثون عن أرزاقهم ولا علاقة لهم بالسياسة ولا بالحكم، وله سابقة فى هذا يوم أن ذبح عمال الصعيد، صحيح أن سلاح الطيران المصرى أخذ لهم بالثأر بتدمير مواقع لهم وقتل العشرات من هذا التنظيم، ويبدو أنهم تعلموا الدرس، فقد غضُّوا الطرف عن الحوارات والمفاوضات التى أجرتها أجهزتنا الأمنية التى تمكنت بالخبرة والحنكة من إنقاذ هؤلاء الأبرياء دون أن تذرف نقطة دم من أحدهم.. إن أجهزتنا الأمنية كانت عن قرب منهم وكانت تعليمات الرئيس اصطحابهم إلى أرض الوطن.. هذا الموقف يحسب للسيسى رغم الحمل الثقيل الذى يحمله كرئيس للبلاد يفكر فى إنقاذ هذه الأرواح لعمال بسطاء وتصبح قضيتهم هى شاغله.. مؤكد أنه أدخل الفرحة إلى عوائلهم ومؤكد أنه قال للعالم إن مصر لن تتخلى عن أى ابن من أبنائها..

- إن قضية هذه العمالة تحتاج إلى وقفة جادة من الدولة، المفروض أن توفر فرص العمل لهذه العمالة حتى يتحقق كلام الرئيس بأن مصر أولى بهم، وطالما أعلن فى مطار القاهرة أننا فى حاجة إلى الألوف منهم معنى كلامه أن العاصمة الجديدة ومشاريع شرق التفريعة فى حاجة إلى هذه الأعداد الضخمة، ثم لماذا لا ندعمهم بحِرَف مهنية يحتاج إليها البلد..

- إن إغلاق الباب فى وجه هذه العمالة للعمل فى الدول العربية واجتذابهم للعمل داخل مصر، سيرفع من قيمتهم يوم أن تحتاج إليهم الدول العربية.. المهم أن الدولة ترفع من قيمة العامل العادى حتى يجد لنفسه قيمة خارج بلده.. إن عمال الدول الآسيوية يتمتعون بحقوق فى الدول العربية عن العمالة المصرية والذين يتقاضون فتات الموائد، صحيح أن هناك محاولات لرفع مستوى العامل المصرى لكنها محاولات فاشلة لم تثمر عن شىء بسبب المعوقات والروتين.. فأنا أعرف شركة تدريب خاصة أسسها بعض المستثمرين فى مجال الإنشاء والعمارة وأهدوا مراكز التدريب بوزارة الإسكان ١٧ كونتينر بمعدات لتدريب العمالة ورفع مستواهم المهنى، وهذه الهدية التى تبلغ قيمتها خمسة ملايين جنيه لا تزال فى الجمارك قرابة عشرة أشهر.. وتوقف العمل فى شركة التدريب بسبب عدم وصول المعدات التى سوف تستخدم فى تدريب العمالة..

الذى يؤلم أن شركة «تدريب» كانت قد أرسلت مجموعة من المدربين المصريين إلى ماليزيا على حسابها للتدريب على التقنيات الفنية التى تستخدم فى عمليات البناء الحديث، وعاد هؤلاء المدربون إلى مصر على أمل أن يقوموا بتدريب العمال، وللأسف منحتهم الشركة إجازة مدفوعة الراتب إلى أن يتم خروج معدات التدريب من الجمارك، وتكتشف الشركة أن المشكلة امتدت إلى التوكيل الملاحى الذى يطالب بأضعاف قيمة الهدية رسوم أرضيات، والمسؤول هو الروتين. ولا تزال القضية معلقة وقد يعلن بيعها فى المزاد وتغلق الشركة أبوابها ومش مهم تدريب..

- لا أملك بعد هذه الواقعة إلا أن أقول «كان الله فى عونك يا مصر..».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية