x

ياسر أيوب ليست فضيحة ثروت سويلم ياسر أيوب السبت 09-01-2016 20:52


طالب محمود الشامى، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، باللجوء لشرطة المصنفات لتقوم بالتحقيق والبحث عمن قام بتسريب المكالمة التليفونية بين ثروت سويلم، مدير اتحاد الكرة، ووجيه أحمد أثناء رئاسته لجنة الحكام.. وأكد الشامى أنه بعد تحقيقات الشرطة سيجرى اللجوء للنائب العام.. وأنا لا أعترض على ذلك اقتناعًا بأنه من حق ثروت سويلم ووجيه أحمد معرفة من الذى قام بتسجيل ثم تسريب مكالمة تليفونية خاصة بينهما.. فهذا التسجيل والتسريب هما الجرم الجنائى الوحيد فى تلك المكالمة.. أما المكالمة نفسها فمحتواها يختلف تمامًا عن مدلولاتها ومعانيها وإشاراتها.. المحتوى لم يتضمن أى خطأ أو فضيحة.. لم يطلب ثروت سويلم من رئيس لجنة الحكام حكمًا بعينه لناد أو مباراة بعينها.. لم يقل ثروت سويلم أنه تلقى أى أوامر من عضو باتحاد الكرة أو رئيس ناد بتعيين حكام أو توجيههم.. بل وأكدت المكالمة أن ثروت أبدًا لم يستغل منصبه ولم يكن يعرف اختيارات وجيه أحمد للحكام.. وهكذا يصبح مضمون المكالمة شهادة براءة شخصية لثروت سويلم ولكنها فى نفس الوقت إدانة لمؤسسة بأكملها.. ورغم ذلك حاول كثيرون داخل الاتحاد وخارجه.. بقصد ووعى أو بدون انتباه وتعمّد.. تصوير الأمر كأنه فضيحة لثروت سويلم فقط.. مع أن تلك المكالمة فى دلالتها هى فضيحة لمؤسسة خائفة ومرتعشة ومفككة ينتمى لها ثروت سويلم كموظف تنفيذى، ليس هو الذى يضع سياساتها ويعقد صفقاتها، والأهم أنه ليس فيها من أصحاب السلطة وأى قرار، وهو فى تلك المكالمة يؤكد أنه يبذل جهده للدفاع عن بقاء وجيه أحمد رئيسًا للجنة الحكام بعد أن اختاره مجلس إدارة الاتحاد.. فإذا كانت تلك المكالمة فضيحة لثروت سويلم فقد كان التصرف الصحيح والسليم هو الاجتماع الفورى وإقالته مع تصفيق حاد لهذا الاتحاد الحاسم والحازم الذى لا يتهاون مع أى فضيحة أو خطأ.. لكننا فوجئنا بدلًا من ذلك باستقالة اثنين من عضوية مجلس الإدارة هما عصام عبدالفتاح وسيف زاهر.. ومعهما استقال أحمد الشناوى من رئاسة لجنة الحكام.. واتهامات وشكاوى طالت أحمد مجاهد، عضو مجلس الإدارة، وعلاقته بالتحكيم.. أى أن الحكاية أكبر كثيرًا وجدًا من ثروت ووجيه.. وأن تلك المكالمة المسربة هى مجرد قمة جبل جليد ظاهرة فوق الماء، لكن الجبل نفسه يسكن أعماق المحيط فلا يراه أو ينتبه إليه أحد.. ولهذا سعدت جدًا وبالتحديد لاستقالة سيف زاهر الذى أراه أحد نماذج الإعلام الرياضى المحترم والمهذب والرصين.. ولا أقصد مطلقًا أن يبوح سيف زاهر الإعلامى بخبايا مؤسسة كان ينتمى إليها كأحد مسؤوليها.. فأخلاق سيف أبدا لن تسمح له بذلك.. لكنه بات يستطيع مساعدة تلك المؤسسة على كشف عيوبها وجروحها لتتخلص وتُشفى منها.. استقالة أتمناها نهاية للخلط بين الإدارة والإعلام الذى لا مثيل له فى العالم كله.. والبحث عن ضمانات حقيقية ودائمة لفصل تام بين التحكيم ومجلس إدارة اتحاد الكرة.. والأهم من كل ذلك أن يكون لدينا بالفعل اتحاد للكرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية