x

مي عزام حديث الثلاثاء... وجدان في البرلمان مي عزام الإثنين 04-01-2016 22:41


كانت أول مرة تدخل فيها وجدان مقر الجريدة، كان زوجها يمنعها من التدخل في عمله، كان يعرف أنها شديدة الغيرة وأن ذلك سيحرجه، فكان دائما يرفض أن تحضر للجريدة تحت أي حجة وما أكثر حججها.

هذه المرة لم تخبره، كانت مفاجأة، كانت تعرف أن الأمر قد ينتهى نهاية سيئة، وأنها ستثير سخطه، لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها، بعد أن شاهدت صورة زوجها (سامح) منشورة صباح اليوم في إحدى المجلات الأسبوعية وبجواره صحفية في قسم التحقيقات تبتسم وهو يضع يده على كتفها في لقطة تدل على الانسجام بينهما.

لم تسترح لصوت الصديقة التي زرعتها في الجورنال لتنقل لها الأخبار، حين حاولت أن تبرر الصورة بأنها كانت بمناسبة عيد ميلاد المحررة، وكان رئيس التحرير يجاملها ليس إلا، خاصة أنه تعود أن يجامل كل القريبين منه.

أمام موظف الاستقبال، وقفت وجدان تسأله عن مكتب رئيس التحرير، سألها بفضول: مين حضرتك، قالت: المدام، ارتبك الموظف، لم يعرف هل المفروض ان يذهب بها إلى مكتب رئيس التحرير مباشرة أم عليه إبلاغه أولا، حسم أمره وقال لها:«اتفضلى دقيقة لما أشوفه على مكتبه ولا لأ»، اتصل بمكتبه وسأل السكرتير: «هو الريس عندك يا إسماعيل؟ اصل المدام بره، لأ والله متيجى، خليك مستريح أنا هوصلها بنفسى لحد مكتب الأستاذ» .

تقدم موظف الاستقبال ليقود المدام عبر صالة التحرير متعمدا، كان من الممكن أن يصطحبها عبر الطرقة الموصلة لمكتب رئيس التحرير مباشرة، لكنه أراد أن تعرف الجريدة كلها أن المدام وصلت، كان الجميع يسمع عنها وعن غيرتها، حين مرت في صالة التحرير كانت عيون الصحفيات تفحصها من أعلى رأسها وحتى أخمص قدميها، كانت محجبة ترتدى تونيك طويل وبنطلون واسع من نفس اللون، وبالرغم أن الزيارة كانت في الشتاء، كانت الزوجة الغيورة ترتدى حذاء بدون شراب وحقيبة يد من الجلد الصناعى الرخيص بعيدة عن الأناقة ولاتلائم ألوان ملابسها والحذاء.

كانت الزيارة مفاجأة لزوجها، ادعت أنها كانت تحت الجريدة وجاءتها فكرة زيارته، بعد أقل من نصف ساعة، كانت مدام ابتسام رئيسة قسم الفن في الجريدة تتبادل الحديث مع الست وجدان، كلمة من هنا وكلمة من هناك عرفت ابتسام أنها في السنة النهائية في كلية إعلام تعليم مفتوح وأنها تحب الصحافة وتتمنى أن تعمل صحفية، لكن زوجها سامح يرفض، وجدتها ابتسام فرصة لمجاملة رئيس التحرير وتحسين علاقتها به، وعرضت عليها أن تعمل معها من البيت وترسل لها عبر الإيميل موضوعات قصيرة وحددت لها نوعية الموضوعات وأعطتها تليفونات مصادر. ارتاح الأستاذ حسام للموقف، وجود ابتسام خفف من وقع زيارة زوجته الفجائية، كما أن عملها من البيت مع ابتسام سيجعلها تنشغل عنه ولن تلاحقه بغيرتها.

بدأت وجدان ترسل بموضوعات تافهة منقولة من على النت، لكن الديسك كان يعيد صياغتها وإضافة معلومات لها بتوصية من ابتسام ومجاملة لرئيس التحرير. وصار من المعتاد أن ينشر كل أسبوع موضوع باسم وجدان في صفحة الفن. بعد تخرجها أصبح لها أرشيف يسمح لها بالالتحاق بنقابة الصحفيين مع خطاب من الجريدة، وقعه رئيس التحرير بناء على رغبة ابتسام التي تلقت مكافأة في المقابل بتعيينها مساعدا لرئيس التحرير.

دخلت وجدان النقابة، ولم يعد ملائما أن تظل تعمل من المنزل، أو تعمل في نفس الجريدة، وبتوصية من زوجها المشهور انتقلت وجدان لتعمل في جريدة أخرى، ومع الوقت استطاعت أن تحدث نقلة في حياتها، اصبحت تهتم بأناقتها وايضا بعملها، صحيح لم تكن موهوبة في الكتابة لكن كان لديها مصادر ومعلومات تكفى لصناعة خبر جيد يصيغه الديسك باهتمام، وهى دائما محل اهتمام، وعن طريقها كان يتم الوصول لزوجها وتحقيق صفقات مهمة، لم تعد نقطة ضعف عند السيد رئيس التحرير بل نقطة قوة وشريكة في حياته المهنية وليس العائلية فقط، فهى الستار الذي يحمى الكثير من صفقاته المشبوه مع رجال أعمال يقدم لهم خدمات جليلة على صفحات جريدته.

عرفت وجدان الطريق للفضائيات، وأصبحت بين يوم وليلة رئيس تحرير لواحد من أهم برامج التوك شو، فالمذيع كان صديقا وشريكا لرئيس التحرير، وفريق الإعداد اختاره سامح بنفسه من أكفأ الصحفيين في جريدته ليخفف العبء عن زوجته التي أصبح لها شنة ورنة في مجال الإعلام.

أصبحت وجدان شخصية إعلامية ذات حيثية صنعتها مجموعة من الصدف السعيدة، وهى الآن تدبر وتفكر في دخول البرلمان، كان لديها عدد من العروض للدخول على قوائم حزبية وقائمة في حب مصر، ولكنها فضلت دخول المعركة مستقلة في مسقط رأسها بريف الدلتا.

وقد أسس أنصارها صفحة على الفيس بوك تتصدرها صورة رسمية للمرشحة المسنودة، وتحتها بالخط العريض شعار: من أجل برلمان يحافظ على أهداف الثورة.. انتخبوا وجدان الشقيري.. بنت الدايرة.

ونجحت وجدان في دخول البرلمان....

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية