x

مدير مركز السموم بجامعة القاهرة:ملوثات الهواء فى مصر تفوق المعدلات الطبيعية فى العالم

الثلاثاء 01-12-2015 08:39 | كتب: محمد كامل |
المصري اليوم تحاور«الدكتورة أمل السفطى »،مدير مركز السموم بجامعة القاهرة المصري اليوم تحاور«الدكتورة أمل السفطى »،مدير مركز السموم بجامعة القاهرة تصوير : علي المالكي

قالت الدكتورة أمل السفطى، مدير مركز السموم بجامعة القاهرة، رئيس قسم الطب المهنى والبيئى بقصر العينى، إن ملوثات الهواء في مصر تفوق المعدلات الطبيعية في دول العالم، مشددة على ضرورة أن تفعل مصر القوانين للحد من ظواهر تلوث البيئة.

وأضافت السفطى، في حوارها لـ«المصرى اليوم»، أن محطات تحلية المياه في مصر غير قادرة على التخلص التام من المعادن الثقيلة خاصة مادة «الزئبق»، مطالبة وزارة البيئة والجهات المختصة بوضع معايير وضوابط آمنة للحد من خطورة مخلفات المصانع والصرف الصحى في مياه النيل.. وإلى نص الحوار:

■ بداية ما دور قسم الطب المهنى والبيئى؟

- الطب المهنى والبيئى بجامعة القاهرة هو القسم الوحيد في الجامعات المصرية، ونتعامل مع الأمراض المهنية سواء كانت ملوثات أو تعرضات فيزيقية، إلى جانب التعامل مع كل الأمراض البيئية التي تتسبب في الأمراض العصبية نتيجة ملوثات الهواء أو الماء أو التربة.

■ لكن المجتمع لا يعلم شيئا عن القسم سوى علاج السموم؟

- لأن المصرى بطبيعته لا يذهب إلى المستشفى بسبب مغص وإنما يذهب في حال المغص الحاد، وهنا يظهر مركز السموم لأنه المتخصص في علاج الحالات الحرجة الناتجة عن التسمم الغذائى والكيميائى، وحتى الناتج عن تناول جرعات زائدة من المخدرات أو الأدوية، والإصابة بلدغات الثعابين، لكن نحن لدينا معامل دقيقة للغاية ولا يوجد لها مثيل سوى في معامل وزارة الصحة وتقوم بتحليل أكثر من 11 نوعاً من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والمنجنيز وغيرها من المعادن، وجميعها معادن خطيرة خاصة الزئبق الذي يدخل للإنسان من أكثر من مكان مثل مياه الشرب والأسماك.

■ هل معنى ذلك أن مياه الشرب في مصر غير آمنة؟

- هناك مراحل لتنقية المياه من خلال المحطات لكنها لا تصل إلى النسبة الآمنة، ولا تتخلص من المعادن الثقيلة خاصة الزئبق الذي يتركز في النباتات المائية ويأتى عن طريق المياه، وعلى الرغم من استخدام المحطات الكلور للتحلية، لكن في بعض الأوقات يكون زيادة عن المطلوب، والحل من وجهة نظرى تطبيق القانون ومعايير واضحة وصارمة في الرقابة على المصانع التي تصرف مخلفاتها على النيل مباشرة وأيضا الصرف الصحى، كما يجب أن تكون لدينا خريطة بالأماكن التي ترتفع بها نسبة المعادن الثقيلة حتى نتجنبها في سحب المحطات للمياه.

■ هل هناك علاقة بين زيادة أمراض الفشل الكلوى ومياه الشرب؟

- لا شك أن هناك زيادة مطردة في الفشل الكلوى وأنواع السرطانات التي أصبحت تصيب الآن الأطفال قبل الكبار، بالإضافة إلى زيادة الحالات العصبية وأطفال التوحد وضعف الحركة، لدرجة أصبح لا يخلو معها منزل أو أسرة من الإصابة بهذه الأمراض في مصر الآن، ولا ننكر أيضا أن هناك مجموعة من العادات السيئة مثل التدخين والتى تسبب أمراض الرئة سواء للمدخن أو غير المدخن عن طريق التدخين السلبى.

■ ربما يعنى هذا أيضا أن أسماك النيل غير صحية؟

- دائما كنت أنصح بتناول الأسماك باعتبارها الأقل ضررا من اللحوم والطيور، ولكن للأسف أصبحت الأسماك الآن غير آمنة بشكل كاف بسبب تغذّيها على مخلفات المصانع على النيل، والتى تنقل مادة الزئبق الخطيرة من الأسماك، وحتى أسماك البحار لم تعُد آمنة لأنها ليست بعيدة عن مصارف الصرف الصحى أيضا، على الرغم من أن لدينا ثروة سمكية هائلة، وأنصح بعدم الإفراط في تناول الأسماك وأن يكون تناولها بشكل محدد.

■ ما تأثير المبيدات الحشرية التي تستخدم في المنازل؟

- للأسف يتم استخدام المبيدات الحشرية سواء للزواحف أو الذباب والناموس بشكل خاطئ، بما يسبب الأمراض الصدرية والرئوية خاصة لدى الأطفال بسبب قيام السيدات برش المبيدات دون إجراءات تهوية، كما أن الضمان لمدة سنة على الرش، كما تكتب بعض الشركات، أمر يضر الإنسان وليس ميزة كما يروج البعض، لأن معنى ذلك أن المبيدات ستكون لها آثار في المنزل لمدة عام، وهى خطر على صحة الإنسان لأنها تصيب باضطربات الجهاز التنفسى والعصبى لدى الإنسان.

■ هل الهواء في مصر في المنطقة الطبيعية بالنسبة لدول العالم؟

- بالتأكيد لسنا في المستوى الطبيعى وخاصة مع التغيرات المناخية ولدينا نسبة كبيرة جدا من ملوثات الهواء من بينها الغبار والسحابة السوداء التي نراها كل عام والمتهم فيها حرق قش الأرز.

■ وما تأثير القمامة على ملوثات الهواء؟

- المخلفات في مصر نوعان: أولاً المخلفات الخطرة وهى مخلفات المستشفيات، ولدينا في قصر العينى مركز متخصص في هذه المخلفات والتخلص الآمن منها من خلال المحرقة التي تتبع المعايير البيئية السليمة، ولا خوف منها على ملوثات الهواء مادام يتم التخلص الآمن منها وفقا لاشتراطات وزارة البيئة.

أما النوع الثانى فهو تلال القمامة في الشوارع وهى مخلفات المنازل، وللأسف تسبب ملوثات الهواء في المنطقة المحيطة بها، وأقرب المصابين منها الأشخاص المتعاملون معها مباشرة أو سكان المنطقة من خلال البقايا المتطايرة، وبالتالى لابد من التخلص بشكل سريع من هذه المخلفات وأن يكون التخلص في أماكن بعيدة عن المناطق السكانية.

■ ما العلاقة بين ملوثات البيئة والإصابة بفيروس «سى»؟

- ليس لها علاقة بالإصابة بفيروس «سى»، لأن الأخير ينتقل عن طريق العدوى سواء الدم أو الممارسات الخاطئة مثل أدوات الحلاقة وعيادات الأسنان، وبالتالى نحن نحذر من استخدام أدوات حلاقة خاصة بشخص آخر، ويجب أن تهتم عيادات الأسنان بالتخلص من بكتيريا العدوى بشكل دورى ومستمر.

■ كيف ترين قرار الحكومة باللجوء إلى الفحم لتوليد الطاقة؟

- هناك دراسات اقتصادية لحساب استهلاك الفحم في توليد الطاقة بالمقارنة بالأنظمة الأخرى مثل الطاقة الشمسية والنووية والبترول ولدينا تخوفات كبيرة من استخدام الفحم على الرغم من وضع وزارة البيئة معايير للاستخدام، لكن من واقع الخبرة نتخوف من طريقة تنفيذ أو تطبيق هذه المعايير، والفحم من أكثر المؤثرات على التغيرات المناخية مثل غاز ثانى أكسيد الكربون والكبريت، وهى المواد المتهمة بتغيير المناخ في العالم، لكن وزارة البيئة تتحدث عن استيراد فحم من الخارج يصدر غازات أقل من الموجود في مصر، وتخوفى الطبى أن هذه الملوثات سترفع عدد الأمراض والتى من شأنها رفع فاتورة الصحة بأن تكون تكلفتها أغلى من استخدام المواد البترولية أو الطاقة الشمسية، وبالتالى نحن طالبنا الحكومة بإرجاء استخدام الفحم لحين الدراسة الجيدة ونحن الآن نلمح بريق أمل من خلال اكتشاف حقل الغاز وتوقيع عقود محطتين لتوليد الطاقة النووية.

■ ما تأثير استخدام الفحم على ملوثات البيئة وعلى الإنسان؟

- المؤتمر السنوى لقسم الطب المهنى والبيئى ناقش هذا الأمر من كافة جوانبه في ظل وجود نخبة من العلماء المتخصصين من الهيئات الدولية والمحلية، وأبدى الحضور تخوفهم من المؤثرات التي قد تحدث للبيئة المحيطة ومن ثم التأثير على صحة المواطن المصرى، ورأى العلماء أنه في ظل المستجدات التي حدثت من توقيع الحكومة المصرية على اتفاقية التعاون مع شركة «سيمنس» الألمانية في توليد الطاقة، وما تم من اتفاق مع روسيا بشأن إنشاء محطة الضبعة النووية كبديل للطاقة الكهربائية في مصر- من الضرورى إعادة النظر في قرار مجلس الوزراء بخصوص استيراد الفحم وإرجاء استيراده لما له من خطورة متوقعة على البيئة وصحة المواطن المصرى.

■ هل هناك خطورة من العدوى داخل المستشفيات؟

- مستشفيات قصر العينى تتعامل بوعى كاف ولدينا فريق مكافحة العدوى الذي يقوم أعضاؤه بدور مستمر في التخلص من البكتيريا المسببة للعدوى، أما على مستوى مستشفيات وزارة الصحة فليس لدى علم كاف بما يتم وأتمنى أن يكون هناك اهتمام بهذا الأمر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية