x

محمد أمين إوعى تجيب سيرة رابعة تااانى! محمد أمين الأحد 15-11-2015 21:19


اهتم المصريون بالإجراءات الأمنية، التى أعلن عنها «أولاند»، عقب هجمات باريس.. صحيح كان الحزن يعتصرهم على دماء الأبرياء، لكن كانت الإجراءات لافتة للأنظار، فى الوقت نفسه.. إعلان الطوارئ ونزول الجيش، وإلغاء المظاهرات، وتوسيع قاعدة الاشتباه، والاعتقال بدون إذن، وإقامة المحاكمات العسكرية.. المثير أن أحداً لم يعترض، ولم يرفع إشارة «باتاكلان» كما رفعوا إشارة «رابعة»!

كثيرون عقدوا المقارنات بين صبر القاهرة على «رابعة» لمدة 45 يوماً، وبين قرار باريس بالضرب فى المليان، بعد 45 دقيقة.. غيرهم عاد بالذاكرة إلى واشنطن، حين كانت ترسل المشتبه بهم إلى جوانتانامو، دون محاكمات لعدة سنوات.. شباب الفيس بوك قالوا للجماعة الإرهابية: إوعوا تجيبوا سيرة رابعة تانى يا خونة.. وهى صرخة للحقوقيين الذين يتعاملون مع الموقف بانتقائية شديدة، طبقاً لمَن يمولهم (!)

تلقيت اتصالات وإيميلات، تتكلم عن تغريدات البرادعى، وأخرى عن دكاكين حقوق الإنسان.. البعض يتساءل: لماذا لم ينتقد البرادعى إجراءات باريس؟.. ولماذا لا يراها خروقات لحقوق الإنسان؟.. أيضاً لماذا لم يتظاهر «الحكوكيون»، انتصاراً لحقوق الإنسان؟!.. كلها أسئلة مشروعة، لكنها فى النهاية تكشف عن مخاوف المصريين.. فقد كشفت تداعيات هجمات باريس عن «ازدواجية المعايير»، و«استهداف مصر»!

الدكتور يحيى نور الدين طراف كتب يقول: ذكرت «سى. إن. إن» أنه تم التعرف على أحد الانتحاريين المشتركين فى هجمات باريس الدامية، اتضح أن اسمه إسماعيل عمر مصطفاى، وأعلن مكتب المدعى الفرنسى أن ستة من أقاربه قد تم احتجازهم، وهو تصرف شائع فى فرنسا، وضع أفراد عائلة المتهم رهن التحفظ، وتضيف أنه لم يتم اعتقالهم، ولا اتهامهم.. فهل رأيتم كيف يلقون بحقوق الإنسان فى صفيحة الزبالة؟!

ولو فعلت مصر ذلك، لأقاموا الدنيا وأقعدوها على رؤوسنا.. وهل رأيتم كيف اعترفت «سى. إن. إن»، وهى لسان حال أمريكا، راعية حقوق الإنسان، بزعمها فى العالم بحق فرنسا الطبيعى فى القبض على أفراد عائلة المتهم، وقالت إنه تصرف شائع هناك، ماداموا قد غيّروا المسميات، فجعلوا من الاعتقال تحفظاً.. ولا بأس ما دامت لم توجه اتهامات لهم.. إلى هذا الحد من التواطؤ والموالسة و«التعريض» كما يقولون!

وهم فى هذا يسيرون على خطى «معلمتهم» أمريكا، التى غيرت من قبل الأسماء، حتى تتوافق مع ممارساتها غير الإنسانية، فأسرى حربها ضد الإرهاب سمّتهم أعداء محاربين enemy combatants، حتى لا ينالوا من حقوقهم الدولية شيئاً طبقاً لمعاهدة جنيف، وأودعتهم جوانتانامو، حيث سامتهم أقسى صنوف التعذيب، بعد أن غيرت اسمه إلى وسائل التحقيق المشددة، حتى «تصنع» بهم ما تشاء من تعذيب (!)

عيب على دمّكم.. أين «الحكوكيون»؟. لن تجد حكوكياً واحداً ضد هذه التصرفات غير القانونية.. الفرنسيون يتفهمون، و«المرتزقة» هنا لا يستوعبون للأسف.. فعندما حوّل الإخوان ميدان رابعة إلى جمهورية، غضب البرادعى ساعة الفض، وانتفضت منظمة هيومان رايتس ووتش «المشبوهة» و«صبيانها».. نصيحة: إوعى تجيب سيرة رابعة تانى!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية