لا أصدق تعزية أوباما ولا أردوجان.. كلاهما يكذب حتى النخاع.. كلاهما يعرف مَن خطط ومَن نفذ عملية باريس.. لا هو داعش ولا ألف داعش.. ده لعب مخابرات يعرفها أوباما.. من تنفيذ شوية مضللين يعرفهم أردوجان.. اتهام داعش استباق خطير للأحداث ونتائج التحقيقات.. فكرة إعلان داعش مسؤوليته استغلال للظروف.. لن تظهر أى جهة أخرى «تعلن» مسؤوليتها أصلاً.. فتش عمن صنعوا «داعش» أولاً!
هل كشفت الوثائق السرية هنا أو هناك أن «C.I.A» نفّذت عملية إرهابية أو خططت لها؟.. لم نعرف حتى الآن شيئاً من هذا.. منذ متى وأجهزة المخابرات تكشف عن عملياتها؟.. أستغرب أن هولاند اتهم «داعش».. أندهش أنه سار فى ركب أوباما.. فهل داعش بهذه القدرة الخارقة، بحيث يضرب طائرة روسيا، ويفجّر برج البراجنة فى بيروت، ويضرب 7 مناطق كبرى فى قلب باريس، ثم يهدد بضرب الكرملين؟!
أعيب على «هولاند» أنه لم ينتظر.. قال إن جيشاً من الإرهابيين نفّذ العملية.. قال إنه تنظيم الدولة الإسلامية.. كلام عبيط طبعاً.. هذا الكلام يبرئ الجناة الحقيقيين.. بعضهم ربما يقف فى الصف لتقبل العزاء.. معذور «هولاند» على أى حال.. الصدمة كانت فوق الاحتمال.. كان هو نفسه عُرضة للاغتيال.. المخابرات الفرنسية ينبغى أن تتحرك لتعرف مَن فعلها؟.. هناك مَن عرض المساعدة، وهو «ضالع» فى الجريمة!
عندنا مثل يقول «يقتل القتيل ويمشى فى جنازته».. هذا المثل صحيح فى هذه الحالة.. أوباما أحد هؤلاء.. أردوجان «مقاول الأنفار».. لم أصدق أياً منهما.. كلاهما قال داعش.. فرصة لداعش أن يتبنى المجزرة.. هذا شىء لا يضيره، وإنما يقويه.. يجعله يطول عواصم كبرى.. هذا الاتهام ليس سُبّة فى جبينه.. لكنه «سابقة أعمال» كبرى.. من مصلحة واشنطن أن «تقوى» هذه الفكرة، لتبتز بها دول «البترودولار»!
غير معقول أن يكون التنظيم بهذه القوة؟.. أمس الأول ضرب بيروت.. وبالأمس ضرب باريس.. اخترق كل الخطوط الحمراء، والإجراءات الأمنية.. من أول مطار شرم، إلى برج البراجنة الحصين، إلى أمن باريس العتيد.. كيف؟!.. أقنعنى أنه فعلها؟.. جائز نفذها.. لكن مَن خطط لها؟.. أتهم مخابرات عدة دول معاً، من ضمنها إنجلترا.. السؤال: لماذا لم يضرب داعش قلب لندن؟.. الإجابة لأنهم فى أحضان إنجلترا!
شىء محزن أن نستيقظ على ضرب باريس.. فقد ذُقنا وحشية الإرهاب وخراب البيوت.. ومن حق هولاند أن يتخذ الإجراءات التى يراها لحماية فرنسا.. من أول إعلان الطوارئ، والمحاكمات العسكرية، إلى دعوة الجيش للنزول مع الشرطة، وانتهاء بتفويضه بمكافحة الإرهاب غداً «الإثنين».. ولن يُنكر عليه «أدعياء حقوق الإنسان» أى شىء.. للأسف زعماء أوروبا لم يتفهموا موقفنا، واكتفوا بالإدانة فقط (!)
فهل كان التحالف الغربى جاداً فى مكافحة الإرهاب؟.. الإجابة لا.. ربما «كافح» مَن يكافح الإرهاب.. ضرب طائرة روسيا، وضرب السياحة فى مصر، ونفذ عمليتين فى بيروت وباريس.. لكنه لم يقترب من لندن أو واشنطن.. فهل هى صدفة؟.. للأسف هناك زعماء يحتضنون الإرهابيين، ويغدقون عليهم بالمال والسلاح.. لذلك لا أصدق أوباما!