x

سليمان جودة صقر الرئيس اليتيم! سليمان جودة السبت 14-11-2015 21:17


كنت أقرأ فى كتاب الرئيس الأمريكى نيكسون (نصر بلا حرب)، الذى نقله إلى العربية المشير أبوغزالة عام 1988، فوجدت فيه العبارة التالية: وإذا لم يكن هناك مستشار للأمن القومى يراقب تنفيذ قرارات الرئيس بعينين يقظتين كعينى الصقر فسيواجه الرئيس قدرا كبيرا من الانفصال بين ما يريد أن يتحقق وما يتحقق بالفعل!

كان نيكسون يقدم نصيحته لرؤساء بلاده القادمين من بعده من خلال تجربته المباشرة هو، ثم تجربة الذين سبقوه فى البيت الأبيض!

ولكن هذا لا ينفى أن تكون النصيحة ذاتها موجهة إلى كل رئيس فى أى بلد، وأن نلتفت نحن هنا فى القاهرة إليها بمثل ما أن على غيرنا فى عواصم العالم أن ينتبه إلى معناها بقوة!

من جانبى أغلقت الكتاب ثم رحت أسأل نفسى عن نصيبنا من هذه النصيحة الرئاسية الغالية والمجانية معا!... وتساءلت بينى وبين نفسى أيضا عن مستشار الرئيس السيسى للأمن القومى، والذى عليه أن يمتلك عينين كعينى الصقر يراقب بهما كل شىء فى البلد، ويراقب تنفيذ قرارات الرئاسة حتى لا يفاجأ الرئيس بفجوة بين ما يريد ويعمل من أجله وبين ما هو قائم فعلاً على الأرض.

وتذكرت أن لدينا مستشارا للأمن القومى، وأن هذا المستشار هو السيدة فايزة أبو النجا، وربما سوف يسمع قارئ هذه السطور اسمها الآن لأول مرة منذ شهور رغم وجودها فى منصبها الخطير منذ عام تقريبا.. وربما أيضا سوف يتساءل القارئ معى عما تفعل هذه السيدة المحترمة، وأين هى إذا كان دورها إلى جوار الرئيس بهذه الأهمية الكبرى التى أشار إليها نيكسون؟!

والبديهى أننا لا نريد أن نتدخل فيما لا يعنينا عندما نسأل عنها، وعما تفعله، وعن أسباب غيابها عن الصورة.. لا.. لا نريد ذلك، ولا نرغب فيه، ولكننا بكل تأكيد نريد أن يكون وجودها فى موقعها إضافة للرئاسة كمؤسسة، وأن تكون هى عوناً للرئيس فى مهامه التى تنوء بها الجبال!

لقد قرأت عبارة نيكسون فى الوقت الذى كان فيه الرئيس فى لندن، وقد دفعنى ذلك إلى أن أستعرض أسماء المسؤولين المرافقين لرئيسنا فى رحلته، فلم أقع لفايزة أبوالنجا على أثر فى هذه الزيارة، ولا فى زيارات مهمة مثيلة سابقة لها، ولا حتى رأيت لها أثرا أثناء استقبالات رئاسية مهمة فى الداخل!!

إن الرئاسة فى ظروفنا الصعبة التى نراها بأعيننا فى أشد الحاجة، ليس إلى أبو النجا وحدها، وإنما إلى عشرات مثلها، وإلا فكيف للرئيس مهما كانت طاقته أن يواجه هذه الصعاب كلها بمفرده؟

كان نيكسون يتكلم عن حتمية وجود صقر حول الرئيس فى ظروف عادية، ولكن ظروفنا نحن ليست عادية بالمرة، فكم صقرا يحتاجه الرئيس إلى جواره؟ وأين صقر أبو النجا اليتيم؟!

المهمة ثقيلة يا سيادة الرئيس، فلا تتصد لها وحدك!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية