x

ياسر أيوب إعلام الرياضة والسياسة ورقص الشوارع ياسر أيوب السبت 07-11-2015 21:27


كان المفترض أن أشارك فى الحلقة الخاصة التى قدمها زميل العمر والصديق خيرى رمضان من برنامجه «ممكن» على شاشة «سى بى سى»، أمس الأول، عن الإعلام الرياضى فى مصر.. لكننى اعتذرت فى اللحظات الأخيرة باعتبارى أحد القليلين فى مصر الذين أصبحوا ضحايا لمرض الساركويدوزيس النادر فى مصر والعالم، والذى حين تأتينى إحدى نوباته أعجز عن الحركة شاعراً بالحزن وقسوة الوجع.. وأنا أكتب هذا الآن قبل مشاهدة البرنامج ومتابعة الحوار بين خيرى رمضان والزملاء والأصدقاء القدامى والجدد، وكنت أتمنى مشاركتهم فى ذلك الحوار عن الأداء الإعلامى الرياضى فى مصر.. كنت أريد أن أحاكم نفسى وكل زملائى فى هذا المجال لأننا فشلنا كلنا فى القيام بالكثير من واجباتنا وأدوارنا دون أى استثناء لأى أحد.. فالإعلام الرياضى الإنجليزى حين تعرضت بلاده لحرب ومؤامرة داخل الفيفا.. بقى هذا الإعلام يواصل البحث عن الحقيقة ويفتش عن الأدلة دون تعب أو يأس أو حتى تجاوزات إعلامية ولمدة خمس سنوات كاملة حتى نجح الإعلام الإنجليزى فى الإطاحة ببلاتر من رئاسة الفيفا وكشف الكثير من قضايا الفساد فى المؤسسة الدولية الكروية الكبيرة.. ونحن فى مصر لا نقوم بذلك أبدا ولا نجتهد بما يملكونه هناك من إخلاص وصبر وإرادة وذكاء لكشف أى فساد فى بلادنا.. لا يدوم اهتمامنا وانشغالنا بأى قضية وسرعان ما نتعب أو ننسى فنبقى طوال الوقت عاجزين عن الدفاع عن حقوق مصر وصورتها خارج حدودها أو كشف أى فساد حقيقى داخل أى اتحاد أو ناد.. كنت أتمنى الذهاب للبرنامج وأقول إننا لانزال إعلام الأهلى والزمالك، حيث لا بطولة أو تصفيق وإعجاب وأضواء إلا لمن ينجح فى الدفاع عن ناديه، سواء كان الأهلى أو الزمالك، والسخرية والانتقاص من قدر ومكانة النادى الآخر.. لانزال إعلاما عاجزا عن النظر لما هو أبعد من أسفل قدميه.. إعلام كان شريكا حقيقيا فى مذبحتى بورسعيد والدفاع الجوى، ويستعد الآن بكل إصرار وهمة ونشاط لمشاركة الآخرين فى التخطيط للمذبحة الثالثة قريبا دون أى وعى أو ضمير.. إعلام لايزال يتخيل أن مهمته الأولى والأساسية هى نقل وإذاعة مباريات وبطولات كرة القدم لدرجة أن هناك قنوات رياضية أغلقت أبوابها لمجرد أنها لا تذيع مباريات دورى الكرة.. وتلك إشارة تكفى جدا لتجسيد مفهومنا الجماعى للإعلام الرياضى ووظيفته.. إعلام تجبره حسابات الأهواء والمصالح والمجاملات والمطامع ليبقى طوال الوقت فى غرفة الإنعاش بين الحياة والموت.. لا هو يموت فيستريح منه الجميع ولا هو يحيا ليقوم بأدواره الحقيقية.. وكنت سأقول أيضا إن الإعلام الرياضى فى مصر لا يختلف كثيرا عن الإعلام السياسى فى مصر، حيث جرى ذلك النقاش الرياضى وهناك ظلال وأطياف لما جرى أثناء زيارة الرئيس السيسى إلى لندن.. حيث لم يكن الإعلام المصرى حاضرا كالعادة أو مشاركا فى أى شىء.. فلم يكن هناك أى سؤال مصرى لرئيس الحكومة البريطانية، ولم تستقبل لندن إعلاما مصريا يريد أن يعرف ويفهم بعيدا عن التصفيق والغناء والرقص فى الشوارع.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية